الديمقراطية والتفرقة العنصرية: هل هذه من سماتنا؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       يا مواطني إسرائيل، إننا نشهد أمراً سيئاً، فمرض التمييز العنصري الذي عانت جرّاءه الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم، بدأ يتسرب إلينا ويأخذ أبعاداً مثيرة للقلق. هذا ما دل عليه الاستفتاء الذي أجراه معهد الديمقراطية، والذي أظهر أن أغلبية اليهود تعتقد أنه لا يحق لقسم من مواطني إسرائيل، والمقصود هنا العرب، التأثير في صورة الدولة.

·       إن التمايز في النظرة السياسية بين مواطني الدولة أمر مشروع. فقد اختلفت التفسيرات لنتائج حرب الأيام الستة بين معسكر اليمين وبين معسكر اليسار، وكان من الطبيعي أن تتأثر هذه التفسيرات بوجهة نظر أصحابها. ولكن وجهة النظر اليمينية التي كان يمثلها مناحم بيغن، لم تكن تعتمد التمييز ضد العرب كسياسة وكهوية لها. وحتى بني بيغن الذي يحمل إرث والده، هو إنسان ليبرالي تجاه كل ما يتعلق بموضوع التمييز بين اليهود والعرب.

·       إن عرب إسرائيل هم سكان هذه الأرض ومواطنون في دولة إسرائيل. ولدى تأسيس هذه الدولة كان يعرف مؤسسوها أنهم يُنشئون دولة يقيم فيها سكان عرب لهم جذروهم في هذه الأرض منذ أجيال.

·       لكن مع مرور الأعوام على نشوء الدولة، فإن الخلاف بشأن الحل السياسي، والحروب، والهجمات الوحشية، لم يؤد إلى نموّ فكرة "لا مستقبل لدولة إسرائيل من دون التوصل إلى اتفاق سلام"، وإنما على العكس برزت الفكرة القائلة: نحن على حق، وهم المتهمون".

·       هناك من يقول أن المواقف العنصرية تجاه العرب هي نتيجة السلوك الدفاعي للمجتمع. فمجتعنا مضطر للدفاع عن نمط حياته وعن قيمه ومستقبله، ومن هنا الرغبة في التميز من العرب. لكن هذا ما كان يقوله أيضاً أنصار حكم البيض في جنوب إفريقيا. ربما يرّد علي كثيرون بأن لا مجال للمقارنة بيننا وبين البيض في إفريقيا الذين كان لديهم وضع جيو ـ سياسي مغاير. ومع ذلك فإن وتيرة التغييرات التي تلحق بمواقف الجمهور الإسرائيلي مثيرة للقلق.

·       إن مشكلة إسرائيل ليست داخلية تستطيع حكومة شجاعة مواجهتها. وإنما هي إمكان انهيار صورة إسرائيل أمام العالم كدولة متسامحة وديمقراطية. إن نزع الشرعية عن إسرائيل ليس نتيجة أكاديميين إسرائيليين يؤيدون مقاطعة دولتهم، فهؤلاء أقلية أثرها ضئيل، وإنما ما يمكن أن يؤدي إليها هو قيم أساسية من العداء والتمييز العنصري...

·       إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعلم ما هو مطلوب منه. فلو أنه أعلن استعداده للتفاوض وفق المبادرة العربية للسلام الشامل، لكان تحول إلى زعيم أنقذ وطنه من مخاطر مستقبل قاتم.

يتعين على نتنياهو ألا ينسى أن بن ـ غوريون وبيغن حققا مكانتهما بفضل التغييرات الاستراتيجية الجوهرية التي قاما بها.