الجمهور في إسرائيل فقد الثقة بالوساطة الأميركية لتسوية النزاع مع الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      يمكن القول إن معظم الجمهور الإسرائيلي فقد الثقة بالوسطاء الأميركيين الذين أداروا جولة المفاوضات الأخيرة مع الفلسطينيين. فمنذ بدء تلك الجولة كان الحديث يدور حول مبادرة مرفوضة وخطرة، نظراً إلى أننا في ذروة عاصفة تجتاح الشرق الأوسط، وتتصارع الأنظمة العربية القومية في إطارها من أجل الحفاظ على بقائها، في حين أن أحد هذه الأنظمة يمكن أن يصبح في غضون وقت قصير موقعاً متقدماً لتنظيم القاعدة.

·      إن السؤال المطروح الآن هو: هل يتعامى الأميركيون عمّا يجري أمام أعينهم، أم إنهم ما زالوا عالقين في كبسولة الزمن؟ إن فكرة "دولتين لشعبين" كان يمكن أن تكون ملائمة قبل الانهيار العربي، لكن الوضع الآن يبدو مختلفاً تماماً.

·      ولا شك في أن شخصية الوسطاء الأميركيين ساهمت على نحو كبير في انهيار الثقة بالولايات المتحدة في إسرائيل. فقد أدلى أحدهم بمقابلة صحافية إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" رفض خلالها الكشف عن هويته، إلاّ إنه أفصح عن عدائه العميق لدولة اليهود عندما دعا إلى ممارسة ضغوط لإقامة دولة عربية أُخرى بأي ثمن، على الرغم من الانفجار السلفي، ومن الاتفاق الفضائحي مع "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، والمواقف السلبية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

·      من المعروف أن عباس يقول دوماً "لا". وعملياً فإنه يكرر "اللاءات الثلاث" لمؤتمر الخرطوم: لا للمفاوضات مع إسرائيل، ولا للاعتراف، ولا للصلح. وبالتالي فإن ما يرمي إليه عباس هو: السيطرة على الأرض، ثمّ مواصلة الحرب ضد ما يتبقّى من إسرائيل في أوضاع أفضل. وعلى الرغم من ذلك، فان الوسيط الأميركي يوجه التهم إلى إسرائيل التي تدافع عن نفسها بمفردها ضد شرق أوسط أكثر عداءً من أي وقت مضى.

·      وأيضاً، ليس من المبالغة القول إن معرفة الوسيط الأميركي الرئيسي وزير الخارجية جون كيري بالواقع الدولي هي بصورة عامة معرفة سطحية. وهذا هو الانطباع المتكوّن من سلوكه حيال سورية ومصر وليبيا وأوكرانيا والسعودية وإيران. وبسبب ذلك لم يتبقّ للولايات المتحدة الآن، ولا حتى نظام عربي واحد قريب منها.

·      إن الجمهور في إسرائيل يتوقع من الأميركيين أن يقفوا من دون شروط إلى جانب إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وألاّ يحاولوا أن يفرضوا عليها خطوات تؤدي إلى خرابها. وإذا ما كان زعماء إسرائيل يخشون قول ذلك علناً، فإن على الجمهور أن يتطوّع لقوله قبل فوات الأوان.