من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الصعوبات التي واجهها الرئيس أوباما في حمل الفلسطينيين والإسرائيليين على المجيء إلى طاولة المفاوضات، تدل على صعوبة التوصل إلى اتفاق، حتى في حال استئناف المفاوضات. وكل مَن يعتقد أن واشنطن التي لم تنجح طوال 18 شهراً في استئنافها، ستكون قادرة على التغلب على الخلافات بين الفريقين، هو واهم. فإذا كان حل مشكلة تجميد البناء بهذه الصعوبة، فكيف يمكن التوصل إلى اتفاق على القضايا الجوهرية مثل الحدود، والمستوطنات، والقدس، واللاجئين؟
· لذا، على إسرائيل صوغ خطة بديلة، وأن تعلن، منذ الآن، أنها مستعدة لتطبيقها في حال فشلت المفاوضات. ويجب أن تستند الخطة إلى إجراءات أحادية، من دون أي مبادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين، وأن يكون هدفها المحافظة على مصالح إسرائيل الأمنية في حال جمود العملية االسياسية. وستشكل هذه الخطة البديلة أو "خطة ب"، ولأول مرة، مبادرة إسرائيلية، لأن إسرائيل اكتفت حتى الآن بالرد على ما يُقترح عليها، وظهرت دوماً في مظهر الرافض.
· وفيما يلي البنود الأساسية للخطة:
- رفع الحصار عن غزة، فالحصار لم يحقق أهدافه (إسقاط "حماس"، إطلاق غلعاد شاليط)، كما أنه أظهر إسرائيل كدولة عدوانية تُسيء إلى السكان المدنيين الذين يبرزون كضحايا. وعلى إسرائيل أن تُعلن أنها ستسمح بعبور البضائع إلى غزة، باستئناء السلاح، وأنها ستدعو الجهات الدولية (الاتحاد الأوروبي) إلى إرسال مراقبين عنها إلى نقاط العبور.
- سماح إسرائيل بعبور البضائع المراقبة من الضفة إلى المرافىء الإسرائيلية.
- تطبيق خطة إجلاء وتعويضات سخية على المستوطنين الذين سيضطرون إلى العودة إلى داخل إسرائيل.
- وقف البناء في المستوطنات الواقعة خارج الجدار الأمني.
· ونظراً إلى أن هذه الخطة غير مرتبطة بالمفاوضات، فإن إسرائيل لا تحتاج إلى شيء لقاء تطبيقها. لكن خطوات فلسطينية من نوع تغيير الخطاب الفلسطيني بشأن حق العودة، وإدخال تغييرات على مناهج التعليم التي تتجاهل وجود إسرائيل وغيرها، سيكونان موضع ترحيب.
· هناك مَن سيعارض هذه الخطة بحجة أن إسرائيل تقدم تنازلات للفلسطينيين من دون مقابل. وهذا خطأ، لأن الخطة تستند إلى ما يعتبره معظم الجمهور أساساً للاتفاق مع الفلسطينيين. ومهما يبدُ الأمر غريباً، فإن هذه الخطة ستحظى بموافقة واسعة للغاية، بدءاً من ميرتس، ووصولاً إلى حزب إسرائيل بيتنا، ومن شأنها تشجيع الفلسطينيين على إظهار المرونة في المفاوضات، وستكون موضع ترحيب من الغرب، ولو من دون حماسة، لأنه سيعتبرها أفضل من الفشل.
· لقد ارتكب إيهود باراك خطأ فادحاً في سنة 2000، عندما ذهب إلى كامب ديفيد من دون خطة بديلة. وعلينا ألاّ نكرر هذا الخطأ. لسنا أبداً أمام خيار السلم أو الحرب، فهناك دوماً طريق ثالث، وعلينا أن نكون مستعدين للمضي فيه.