أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) تعيين المسؤول السابق في جهاز الموساد تامير باردو (57 عاماً) رئيساً للجهاز خلفاً لمئير دغان الذي تولى هذا المنصب ثمانية أعوام.
وقال نتنياهو، في بيان خاص صدر عن ديوانه، إن "باردو يملك تجربة غنية تمتد على مدار عشرات الأعوام في الموساد، وهو الشخص الملائم لإدارته في الأعوام القريبة المقبلة في ضوء التحديات المعقدة التي تواجهها دولة إسرائيل".
وتولى باردو العديد من المناصب الرفيعة في جهاز الموساد، وكان آخرها منصب نائب رئيس الجهاز الذي تولاه قبل نحو عامين.
ومن المتوقع أن يمنع تعيين باردو استقالة عدد من كبار المسؤولين في الموساد الذين هددوا بترك الجهاز في حال تعيين رئيس له من خارجه.
وكان باردو في سبعينيات القرن العشرين ضابط الاتصالات في وحدة الكوماندوس "سييرت متكال" [سرية هيئة الأركان العامة] التي كان يقودها شقيق نتنياهو، يوني، الذي لقي مصرعه في أثناء عملية تحرير رهائن الطائرة المختطفة في مطار عنتيبي في أوغندا في سنة 1976. وقالت مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية إن هذه الحقيقة كانت وراء اختيار رئيس الحكومة له لتولي منصب رئيس الموساد.
من ناحية أخرى، أغدق نتنياهو المديح على رئيس الموساد الحالي مئير دغان، الذي ستنتهي ولايته في نهاية هذا العام، معرباً عن تقديره العميق له. وقال إن دغان "قدم مساهمة كبيرة لتعزيز أمن إسرائيل، ولا شك في أنه سيستمر في تقديم الخدمات لدولة إسرائيل".
وأعلن ديوان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مساء أمس (الاثنين) إن باراك تحادث هاتفياً مع باردو وهنأه بمنصبه الجديد. وقال باراك إنه "يعرف باردو منذ عشرات الأعوام من خلال العمليات العسكرية المشتركة التي كانا شريكين فيها". وأضاف أن باردو "هو شخص مهني وصاحب تجربة عملانية غنية، كما أنه يتحلى ببصيرة ومسؤولية تؤهلانه لتولي منصب رئيس الموساد". كما أغدق باراك المديح على رئيس الموساد الحالي مئير دغان مشيرًا إلى أنه "حقق إنجازات كبيرة خلال الأعوام الثمانية التي تولى خلالها هذا المنصب، لكن لا يمكن إطلاع الجمهور العريض على معظمها".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (30/11/2010) أن الجمهور العريض في إسرائيل لم يكن حتى الآن يعرف باردو، الذي كان يحمل الرمز السري "ت". وأشارت إلى أنه في أثناء حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، وبعد أن كان ترك صفوف الموساد، تولى منصب مستشار شؤون العمليات الخاصة لدى كل من اللواء غادي أيزنكوت، رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، واللواء طال روسو، الذي عُين في ذلك الوقت رئيسًا لقيادة موقتة أقيمت في أثناء تلك الحرب، وكانت مهمتها المبادرة إلى تنفيذ عمليات عسكرية خاصة. وقبل ذلك ترأس في سنة 1998 لجنة تحقيق داخلية في الموساد تقصت وقائع محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها الموساد في العاصمة الأردنية عمّان، والتي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. وقدّم استنتاجات اللجنة إلى بنيامين نتنياهو الذي كان يتولى آنذاك منصب رئيس الحكومة. وقبل نحو عامين عاد باردو إلى صفوف الموساد، فتولى منصب نائب الرئيس على أمل بأن يتولى رئاسته، لكن رئيس الموساد مئير دغان رفض أن يتعهد له بتولي هذا المنصب بعد انتهاء ولايته، الأمر الذي حدا بباردو إلى أن يترك صفوف الجهاز مرة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس جهاز الأمن العام [شاباك] يوفال ديسكين، الذي سينهي ولايته في أيار/ مايو المقبل، كان أحد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الموساد. كذلك برز بين أقوى المرشحين لهذا المنصب كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية [أمان] عاموس يادلين الذي انتهت ولايته الأسبوع الفائت، ومبعوث رئيس الحكومة الخاص لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين حغاي هداس.