قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) إن تسريب الوثائق السرية الأميركية عبر موقع "ويكيليكس" الإلكتروني لم يلحق أضراراً فادحة بإسرائيل، لكنه أكد أن على الزعماء العرب التحدث بصراحة مع شعوبهم، وذلك لدى إشارته إلى ما ورد في تلك الوثائق بشأن مطالبة هؤلاء الزعماء الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على إيران.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في لقاء مع لجنة رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية العبرية عُقد في تل أبيب: "لا أعتقد أن إسرائيل تضررت من التسريبات" مشيرًا إلى أن التسريبات دشنت "يومًا تاريخيًا فيما يتعلق بالعلاقة القائمة بين الصحافة والدبلوماسية".
وتطرّق نتنياهو إلى الوثائق التي كشفت أن عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز وعاهل البحرين الملك حمد بن خليفة آل ثاني طلبا من الولايات المتحدة مهاجمة إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، وقال في هذا السياق إنه "إذا تسببت هذه التسريبات بعدم قول زعماء في المنطقة خلال محادثات خاصة ما يفكرون فيه فهذه مشكلة، لكن إذا قال هؤلاء الزعماء مثل هذه الأمور بصورة علنية فإن هذا سيكون بمثابة تغير مهم للغاية، وعندما يكون الزعماء مستعدين لقول الحقيقة لشعوبهم فهذا من شأنه أن يدفع السلام إلى الأمام". وأضاف أن "السلام الذي يُبنى على الحقيقة ينطوي على احتمال بأن يدوم لأمد طويل".
وتعليقاً على تسريب وثائق أميركية هي عبارة عن برقيات بعث بها دبلوماسيون أميركيون إلى واشنطن قال نتنياهو "إننا في إسرائيل تعلمنا ذلك من تجربتنا، وبناء على ذلك كيفنا أنفسنا مع هذا الواقع" الذي يتم فيه تسريب وثائق كهذه.
وأضاف أن "هذا يؤثر في عملنا وفيما نفعله وما نقوله في اللقاءات، ولذا، فإننا نحرص على أن تكون اللقاءات محصورة في شخصين أو أربعة أشخاص، ذلك بأن كل شخص إضافي يزيد في احتمالات التسريب".
وقال نتنياهو إن "الخطر الأكبر الذي يتهدد السلام العالمي في الوقت الحالي ناجم عن تسلح النظام الإيراني، غير أن الأمر الأهم في رأيي هو أن مزيدًا من الدول والحكومات والزعماء في الشرق الأوسط بات يدرك أن التهديد كامن في هذا الخطر".
وأضاف أن "هناك فارقاً بين ما يقال داخل الغرف المغلقة وما يقال خارجها، وفي واقع الأمر فإن الزعماء يدركون أن هناك الآن تهديداً جديداً ووعياً جديداً، وأنا لا أذكر أنه كان في الشرق الأوسط وعي كهذا" معربًا عن أمله "بأن تكون لدى الزعماء الشجاعة كي يقولوا لشعوبهم علناً ما قالوه عن إيران سرًا".
وتطرق نتنياهو إلى العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين متهمًا الفلسطينيين بالتسبب بالجمود الحاصل في المفاوضات، ومؤكدًا "أننا نجري اتصالات مع الولايات المتحدة لأن لدينا رغبة جادة في دفع العملية السياسية قدماً".
وتابع أن "دفع العملية السياسية قدمًا غير مرهون بنا فحسب، بل بالجانب الفلسطيني أيضاً، وحتى الآن فإن الفلسطينيين لم يقدموا على أي خطوات من شأنها أن تدفع العملية السياسية قدمًا".
وأضاف أن "السلام غير مرتبط بتشكيلة الحكومة" الإسرائيلية. ومضى يقول: "إننا بحاجة إلى ترتيبات أمنية دقيقة، وكل واحد يدرك أنه لا يمكننا الاعتماد على اتفاقيات سلام فقط، بل إننا بحاجة إلى الاعتراف بحقنا في العيش هنا أيضاً".
وتطرّق رئيس الحكومة إلى ما نسب في وثائق "ويكيليكس" إلى الرئيس المصري حسني مبارك وفحواه أن بنتنياهو "شخص لبق وذكي، لكنه لا يفي بوعوده"، فقال إن "مبارك هو أحد أهم الزعماء في المنطقة".
وفيما يتعلق باحتمال استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية قال نتنياهو: "إننا مهتمون جدًا بإجراء مفاوضات، لكن سورية تريد استنفاد المفاوضات قبل أن تبدأ، وإذا كان لدى سورية رغبة في مفاوضات حقيقية فإن الحكومة برئاستي ستكون شريكة مخلصة لها في هذه الرغبة".