البرامج السياسية وحدها لا تكفي لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، للرئيس الأميركي، جورج بوش، خلال زيارته الحالية لواشنطن، أن ما عرضه على الفلسطينيين أبعد كثيراً مما عرض كله في السابق عليهم، ولذا يتعين عليه أن يقنعهم بتوقيع الاتفاق. وأضاف أن انتهاء ولايته وولاية بوش وربما ولاية [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس يهدد حل الدولتين، الذي يعتبر الطريق الوحيدة لإنهاء النزاع [الإسرائيلي ـ الفلسطيني].

·       لا شك في أن بوش يرغب في أن ينهي ولايته بتوقيع اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني، فمن شأن ذلك أن يُظهر لجميع الذين انتقدوه أنهم على خطأ، وأن مقاربته أدت إلى السلام، غير أن احتمال حدوث ذلك يبدو لي ضئيلاً للغاية.

·       من جانبه يقول محمود عباس للأميركيين إن من الصعب عليه أن يقبل اقتراح أولمرت. فهو يخشى أن تتنكر الحكومة الإسرائيلية المقبلة للاتفاق، وأن ترفض تنفيذه، حتى لو أسفرت الانتخابات الإسرائيلية العامة [في 10 شباط/ فبراير 2009] عن فوز كاديما لا الليكود. فأولمرت مثلاً يقترح أن تقبل إسرائيل عودة عدد رمزي من اللاجئين [الفلسطينيين]، إلا إن [رئيسة كاديما] تسيبي ليفني ترفض حتى مثل هذا الأمر. أمّا اقتراح أولمرت بشأن القدس ـ وفحواه تقسيم الأحياء في المدينة بحسب الانتماء الإثني وإيجاد آلية منظومة دولية من أجل التوصل إلى تسوية بشأن الأماكن المقدسة ـ فيبدو للفلسطينيين غير واضح وغير عملي بتاتاً.

·       يتعين على [الرئيس الأميركي المنتخب] باراك أوباما أن يستخلص عبرتين من هذه التجربة. العبرة الأولى هي أن وجود برامج سياسية [لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني] لا يكفي، والسؤال المطروح هو: كيف يمكن تحويل هذه البرامج إلى واقع؟ والعبرة الثانية هي أن الولاية الرئاسية قصيرة ولا يجوز الانتظار مطلقاً.

·       إن التوقعات بأن يعرض أوباما، خلال فترة الأسابيع الثلاثة الواقعة بين أدائه اليمين الدستورية والانتخابات العامة في إسرائيل، برنامج سلام يقنع الناخبين الإسرائيليين بالتصويت لليفني وليس لـ [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو، هي غير واقعية، علاوة على أنها تتناقض مع نمط السلوك الذي ميّز أوباما حتى الآن. صحيح أن أوباما يرغب في التوصل إلى السلام، غير أنه يقرأ استطلاعات الرأي العام أيضاً. وفي حالة استمرار اتجاه تزايد فرص فوز اليمين في الانتخابات فإنه لن يجازف، علناً، بتأييد مرشح سيخسر، إذ سيتعين على إدارته أن تتعاون مع الفائز. وسيكون التحدي الماثل أمامه هو إقناع نتنياهو بأن يكون براغماتياً، وبألاّ يخوض جدلاً أيديولوجياً عقيماً معه. ويعتبر هذا التحدي بسيطاً مقارنة بتحدّ آخر، هو إيجاد زعيم فلسطيني قوي وذي صدقية في إمكانه أن يوقع اتفاقاً، وأن ينفذه.