من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· استكمل الجيش الإسرائيلي، أمس، استعداداته لمواجهة قافلة سفن المساعدات الدولية المتجهة إلى سواحل غزة، والتي من المفترض أن تحاول الوصول إلى القطاع اليوم. وقد أعلنت إسرائيل أنها ستتصدى للقافلة حتى لو تطلب الأمر استعمال القوة بصورة محدودة. وتعتبر إسرائيل هذه المبادرة، التي قام بها ناشطون يساريون عالميون ومنظمات إسلامية، عملية استفزازية مدبّرة لا مبرّر لها.
· وقام كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوسي غال، أمس، بإجراء جولة محادثات مع وزراء خارجية الدول التي يشترك مواطنون منها في القافلة. وكان فحوى الرسالة الإسرائيلية، التي جرى تمريرها خلال هذه المحادثات، هو اقتراح بأن يتم تفريغ حمولة السفن في ميناء أسدود لفحصها ومن ثمّ نقلها إلى غزة، وفي حال محاولة اختراق الحصار فسيُعتقل جميع الذين على متن السفن.
· إن التقديرات لدى قيادة الجيش الإسرائيلي هي أن المواجهة مع المتظاهرين ستسيء كثيراً إلى سمعة إسرائيل وصورتها في العالم. وثمة فرضية لدى هذه القيادة بأن هؤلاء المتظاهرين يسعون نحو وقوع مواجهة [مع إسرائيل] كي يتم توثيقها في وسائل الإعلام العالمية.
· ولا شك في أن هذه المواجهة، في حال وقوعها، تنطوي على مؤشر آخر إلى خريطة التحالفات في شرق البحر المتوسط في الوقت الحالي. وعلى ما يبدو، ليس من قبيل المصادفة أن الحزب الحاكم في تركيا هو الذي يقف وراء تسيير قافلة السفن هذه بالتنسيق مع حركة "حماس". في الوقت نفسه، ليس من قبيل المصادفة أيضاً أن سلاح الجو الإسرائيلي قام، هذا الأسبوع، بإجراء تدريبات مشتركة مع اليونان، الخصم التقليدي لتركيا، من نوع التدريبات التي كانت تجري إلى ما قبل عامين مع تركيا أساساً.
· على صعيد آخر، من غير المتوقع أن تسفر قافلة السفن هذه عن تغيير الأوضاع الإنسانية في غزة. لذا، فإن المقصود بها تظاهرة دعائية تهدف إلى مناكفة إسرائيل. ومن المحتمل أن إسرائيل كانت ستتفادى أذى الضجة الإعلامية التي أثيرت في هذا الشأن لو إنها امتنعت من إبداء حماسة زائدة لمواجهة قافلة السفن. ولا شك في أنه لو سُمح لهذه القافلة بدخول غزة لكانت "حماس" ستحتفل بذلك يوماً واحداً وسرعان ما تصبح القضية نسياً منسياً.
لكن يبدو أن مشكلة إسرائيل أعمق وأكثر جذرية من قافلة السفن، وهي كامنة في قيام الأسرة الدولية بإلقاء المسؤولية جراء ما يحدث في قطاع غزة كله على عاتق إسرائيل. وإذا كان الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية هو أصل المصائب كلها، فإن الحصار الإسرائيلي على غزة يعتبر هذا البلاء. ولم يعد الفلسطينيون وحدهم هم الذين يتبنون هذه المقاربة إزاء إسرائيل.