من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· من الصعب تفهم أو تبرير الحذر المبالغ فيه، والذي يميز سلوك رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، إزاء الطغاة في طهران. ومن الصعب أكثر فأكثر أن نغفر لأوباما قيامه بإدارة ظهره للمتظاهرين من أجل الحرية في إيران، الذين جازفوا بحياتهم، وضحوا بها أحياناً، من أجل المبادئ التي يفترض أنه يمثلها.
· من الواضح أنه لو كان جورج بوش هو رئيس الولايات المتحدة الآن، لكان وقف بصورة حازمة إلى جانب المتظاهرين الإيرانيين، ولكان شجب مواقف [الزعيم الروحي] علي خامنئي و [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد، وانتهز هذه الفرصة التاريخية من أجل العمل على عزل آيات الله وتقويض سلطتهم. ويبدو أن أوباما تصرف على العكس من ذلك تماماً، لأنه يرغب في أن يكون النقيض التام لبوش.
· لكن المشكلة لا تكمن في الفوارق الشخصية فقط، بل إنها ناجمة أساساً عن الضعف الذي تتميز القوى اليسارية به عادة إزاء الأنظمة الدكتاتورية في العالم الثالث، والذي يفسر أيضاً تسامح اليسار الإسرائيلي إزاء طغيان حركة "حماس" في غزة. وهذا كله يؤدي إلى نتيجة غير أخلاقية، فحواها إدارة الظهر للمضطهدين في العالم الثالث.
إذا كان الرئيس أوباما راغباً في أن يدفع سياسته العامة قدماً، فإن أول ما يتعين عليه فعله هو أن يمد يده إلى المضطهدين في إيران لا إلى طغاتهم، وأن يقف إلى جانب ثورتهم الشجاعة لا إلى جانب السلطة الدكتاتورية الدينية. وفي حال استنكافه عن ذلك فسيفقد مرجعيته الأخلاقية، ويتحمل المسؤولية عن تفويت فرصة تاريخية غير مسبوقة.