من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن المفاعل النووي في ديمونا، وفقاً لمصادر أجنبية، هو مفاعل غير سلمي، وقد أقيم في أوائل ستينيات القرن الفائت كي يكون في إمكان إسرائيل إنتاج أول قنبلة نووية في أواخر الستينيات. وتؤكد المصادر الأجنبية أيضاً أن إسرائيل هي دولة نووية عظمى، وأنها الوحيدة بين الدول النووية العظمى التي تتصرف كما لو أنها ليست كذلك [في إثر سياسة الغموض النووي التي تنتهجها].
· ما يمكن قوله هو أن الأسرة الدولية تفهمت في حينه مثل هذا التصرف كون إسرائيل دولة محاطة ببحر من الأعداء، وفي حال عدم تزودها بأسلحة تضمن حمايتها فإن النتيجة ستكون حمامات دموية. كما أن هذه الأسرة الدولية أدركت أنه على الرغم من أن مفاعل ديمونا حربي أو غير سلمي، إلا إنه يضمن السلام ويحافظ على الاستقرار في الشرق الأوسط كله.
· ولا بُد من القول إن الأسرة الدولية كانت على حق، ذلك بأن الأعوام الأربعين الفائتة كانت أعواماً هادئة في الشرق الأوسط، وقد جرى خلالها توقيع بضع اتفاقيات سلام [مع الدول العربية]. ويمكن القول، في الوقت نفسه، إن سياسة إسرائيل المتعلقة بمفاعل ديمونا هي سياسة مسؤولة، ذلك بأنها لم تجعل قوتها الدفاعية معتمدة على السلاح النووي، فضلاً عن أنها لم تتحدث عن قدرتها النووية ولم تلوّح بهذه القدرة قط، حتى في ظل أصعب الأوضاع.
غير أن الأسرة الدولية تبدو مختلفة في القرن الـ 21، وفي ضوء عدم نجاحها في كبح المشروع النووي الإيراني وفشلها في أن تفرض على إيران ما سبق أن فرضته على كل من العراق وليبيا وسورية، فإنها تحاول أن تعقد صلة بين هذا المشروع الكارثي وبين سياسة الغموض النووي الإسرائيلية التي أثبتت ضرورتها. إن هذه المحاولة حمقاء ومثيرة للتقزز، لكن الأهم من ذلك أنها تهدد مستقبل اليهود والاستقرار في الشرق الأوسط والسلام العالمي. ولا شك في أن التاريخ لن يغفر لمن يحاول تقويض السياسة التي يعمل مفاعل ديمونا بموجبها، أو لمن يحاول أن يحدث شرخاً في السور الذي يحمي دولة اليهود من الذين يتطلعون إلى القضاء عليها.