الأزمة الداخلية في إيران لن تؤثر في سياستها النووية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن إسرائيل تعتبر أعمال الشغب في إيران ردة فعل طبيعية لملايين الناخبين الذين خاب أملهم من نتائج الانتخابات التي أعلنتها السلطة الإيرانية وأظهرت خسارة مرشحهم الرئاسي، مير حسين موسوي. وإلى جانب هؤلاء، تُشارك في أعمال الشغب هذه أوساط عانت الأمرين في ظل نظام المحافظين المتشدد.

·      وتتفق العناصر المسؤولة في مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية، في معظمها، مع التقويمات التي أعلنها رئيس الموساد، مئير داغان، أول من أمس، والتي تحدثت على تضاؤل احتمالات تطور أحداث إيران إلى ثورة تؤدي إلى إطاحة السلطة الحالية. لكن لا يوجد إجماع على تأكيد داغان أن في إمكان النظام الإيراني أن يسيطر على أعمال الشغب في غضون أيام قليلة، إذ إن المظاهرات، على ما يبدو، استمرت نهار أمس أيضاً، وحافظت على زخمها، وربما تشهد اتساعاً.

·      إن موجة الاحتجاج، التي تشهدها إيران الآن، هي الأزمة الداخلية الأشد خطورة، التي تواجهها سلطة آيات الله منذ الثورة الإسلامية قبل ثلاثين عاماً. ويعتقد المسؤولون في إسرائيل أن هذه الموجة تضع النظام الإيراني أمام تحديات حقيقية.

·      إن السيناريوهات التي يجري تداولها في هذا الشأن، تتراوح بين احتمالات هدوء التظاهرات بالتدريج، واتساعها وزيادة شدّتها إلى درجة تجعل السلطات تقوم بقمعها بيد من حديد. أما احتمالات أن يُقدم الزعيم الروحي، علي خامنئي، على تقديم تنازلات كبيرة إلى المعسكر الإصلاحي والتضحية بالرئيس محمود أحمدي نجاد، فتبدو احتمالات ضئيلة للغاية.

علاوة على ذلك، فإن الانطباع السائد في إسرائيل هو أن الأزمة الحالية لن تؤثر، في المرحلة الراهنة، في السياسة النووية الإيرانية. مع ذلك، فإن صورة أحمدي نجاد في الغرب كديكتاتور يقوم بقمع انتفاضة شعبية بالقوة ستمس قدرته على المساومة، في حال الشروع في حوار مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، كما هو مقرر. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في سياق مقابلة أدلى بها إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الطرفين المتخاصمين في إيران هما جزء لا يتجزأ من النظام المتطرف.