ليبرمان عقب لقائه كلينتون في واشنطن: "إسرائيل لن تجمد البناء في المستوطنات"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

التقى وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، مساء أمس في واشنطن، وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، وعقد الاثنان، عقب اللقاء، مؤتمراً صحافياً قصيراً.

وقد شكر ليبرمان كلينتون على تأييدها المستمر لإسرائيل "حتى من قبل أن تصبح عضواً في مجلس النواب عن ولاية نيويورك"، بينما أعلنت كلينتون، من جهتها، أنها مسرورة باستقبال ليبرمان في أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة بعد تسلم مهمات وزير الخارجية. وأضافت أنها تتوقع استمرار الحوار والعمل المشترك بينهما.

وعلى الرغم من أن الأجواء الدبلوماسية خيمت على المؤتمر الصحافي، فإن الخلاف الحقيقي بينهما برز، كما كان متوقعاً، عندما تطرق كل منهما إلى موضوع البناء في المستوطنات الإسرائيلية. فقد أعلن ليبرمان "أنه لا توجد [لدى إسرائيل] أي نية لتغيير الميزان الديموغرافي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لكن المستوطنين يتزوجون ويتكاثرون، وليس في إمكان إسرائيل أن توافق على التجميد التام للبناء في المستوطنات". وأضاف وزير الخارجية: "يتعين علينا أن نحافظ على النمو الطبيعي في المستوطنات، وقد تكلم رئيس الحكومة الإسرائيلية [بنيامين نتنياهو] في هذا الشأن، وموقفنا واضح للغاية. كما أن لدينا تفاهمات مع الإدارة الأميركية السابقة، ونحن نحاول أن نحافظ على هذا الاتجاه". وأكد أن إسرائيل "على استعداد لإجراء مفاوضات فورية مع الفلسطينيين".

ولوحظ أن البسمة فارقت وجه كلينتون في أثناء إدلاء ليبرمان بتصريحاته هذه، وقد أكدت في ختام تصريحها أن "الإدارة الأميركية ترغب في تجميد البناء في المستوطنات، بحسب ما أعلن الرئيس باراك أوباما والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل. ونحن نعتقد أن العملية التي يقوم ميتشل بدفعها قدماً، لا تزال في بدايتها، وثمة بضع مسائل حرجة ستخضع للدراسة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة". وأضافت كلينتون أنه "تبين بعد تفحص سجلات الإدارة الأميركية السابقة أنه لا توجد لا تفاهمات كتابية، ولا تفاهمات شفهية في هذا الشأن". وأعربت عن أملها بأن يغير نتنياهو موقفه.

وأكد المقربون من ليبرمان أن اللقاء مع كلينتون جرى في أجواء ودية للغاية، وأن هذه الأخيرة بذلت أقصى جهد من أجل أن تكون الأجواء ودية.

وعقد ليبرمان مساء أمس لقاءات في الكونغرس، ويُنتظر أن يعقد لقاءات أخرى اليوم. كما سيلتقي مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال جيمس جونز.

وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات الأميركية من زيارة ليبرمان هذه محدودة جداً، ويعود ذلك إلى حقيقة أن الاتصالات السياسية المهمة بين واشنطن والقدس تجري أساساً بين الثلاثي أوباما - كلينتون - نتنياهو، وبواسطة المبعوث الخاص ميتشل.