· إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقتنع بأن إصراره على مبدأ استئناف المفاوضات [مع الفلسطينيين] من دون شروط مسبقة ومن دون التزام بوقف أعمال البناء في المستوطنات بصورة مطلقة، قد أسفر عن نتائج مرضية. وينوي الجانب الإسرائيلي مطالبة الوسيط الأميركي بأن يحصل، في أول مرحلة من المفاوضات غير المباشرة، على تعهد فلسطيني بأن تكون الدولة الفلسطينية العتيدة مجردة من الصواريخ كلياً.
· في موازاة ذلك، يستطيع نتنياهو أن يسجل لنفسه إنجازاً آخر عنوانه "ترويض [الرئيس الأميركي] باراك أوباما"، ذلك بأن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية كادوا يخرجون عن طورهم، خلال الأيام القليلة الفائتة، وهم يتعهدون لقادة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بأن موضوع القدس سيُطرح في آخر مرحلة من المفاوضات غير المباشرة. كما أن هذا ما أكده أوباما نفسه للكاتب اليهودي إيلي فيزل، وكرره ديفيد إكسلرود، المستشار السياسي الأرفع مستوى للرئيس الأميركي، خلال حديث مع صحافيين يهود.
ومع هذا، فإن مصادر مطلعة على جوهر المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في واشنطن، الأسبوع الفائت، تؤكد أن إدارة أوباما مصممة على ألاّ تكون هذه المفاوضات عقيمة، ولذا، فإنها تنوي أن تطرح، في غضون الأشهر القليلة المقبلة، خطة مبلورة للحل الدائم يكون في صلبها انسحاب إسرائيل إلى خطوط 1967 مع تعديلات حدودية طفيفة، وإعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. ولا شك في أن الجانب الإسرائيلي سيكون مضطراً عندها إمّا إلى قبول هذه الخطة، وإمّا إلى رفضها وتحمّل نتائج ذلك، وفي مقدمها تفاقم الأزمة في العلاقات مع الدولة العظمى التي تتصدر المعركة العالمية في مواجهة الخطر النووي الإيراني.