مصادر أمنية: الصواريخ التي نُقلت إلى حزب الله "تسبب قلقاً أكبر مقارنة بصواريخ سكود"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المنظومات المضادة للصواريخ الموجودة لدى إسرائيل اليوم لا يمكنها توفير حماية تامة من قذائف أرض ـ أرض ومن الصواريخ. هذا ما يتبين من أقوال قائد منظومات الدفاع الجوي في سلاح الطيران، العميد دورون غَبيش. وعلى حد قوله، فإن السبب في ذلك، من جملة أسباب أخرى، هو "الانتشار المكثف للأسلحة التي هي من هذا النوع لدى الدول المعادية والمنظمات الإرهابية". وقد أدلى غَبيش بأقواله هذه في المؤتمر الدولي الأول المكرس لموضوع الدفاع الصاروخي، والذي افتُتح أمس في اللد بمشاركة مسؤولين كبار في الصناعات الأمنية، في إسرائيل والعالم. وينعقد المؤتمر في ظل التقارير التي تتحدث عن تسلح حزب الله بقذائف وصواريخ أرض ـ أرض متطورة ودقيقة قادرة على حمل رؤوس حربية كبيرة.

وقالـت مصـادر أمنـيـة لصحيـفـة "هآرتس" أمـس، إن الصواريـــخ المتـطــورة مــن طـــراز M-600، الموجودة اليوم في حيازة حزب الله، تقلق المؤسسة الأمنية أكثر من صواريخ سكود القديمة. وهذه الصواريخ تُصنع في خطوط إنتاج نظامية في سورية، ويصل مداها إلى نحو 300 كم، وهي قادرة على حمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى نصف طن، بما فيها رؤوس حربية غير تقليدية، ويمكن إطلاقها خلال وقت قصير لأنها تعمل بالوقود الصلب، والأهم من ذلك أنها عالية الدقة مقارنة بالوسائل القتالية التي كانت موجودة في ترسانة حزب الله من قبل.

والانطباع السائد لدى المؤسسة الأمنية هو أن هذه الصواريخ تُصنع في سورية على أساس التكنولوجيا نفسها التي استُخدمت في إنتاج صاروخ "فاتح - 110" طويل المدى الذي جرى تطويره في إيران، وبالإمكان تعديل مسارها بواسطة منظومات توجيه قادرة على توجيهها نحو الهدف المحدد. وقال مصدر أمني: "من الممكن إطلاقها بوتيرة متتالية، والمشكلة الكبرى هي أنه لا يوجد ضرورة لتحضيرها مسبقاً، كتزويدها بالوقود، الأمر الذي سيزيد في صعوبة اكتشافها في وقت مبكر ومهاجمتها. وهذا الأمر يسبب قلقاً أكبر مقارنة بصواريخ سكود العادية".

والتقديرات السائدة في إسرائيل اليوم هي أن إسرائيل لن تمتلك، قبل سنة 2014، الموعد المفترض لإنجاز تطوير منظومة "العصا السحرية" لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، قدرة على تغطية [أجوائها] بصورة تامة أمام شتى أنواع القذائف والصواريخ التي توجه إلى إسرائيل في مواجهة عسكرية مستقبلية. وستنضم هذه المنظومة إلى منظومة "القبة الحديدية" التي نجحت مؤخراً في كشف واعتراض دفعة مؤلفة من 10 صواريخ قصيرة المدى تم إطلاقها في وقت واحد في اختبار أجري على المنظومة.أما صاروخ "حيتس" الذي أصبح جاهزاً للاستخدام العملاني، فهو قادر على اعتراض صواريخ أرض ـ أرض طويلة المدى، كصواريخ سكود وشهاب وسجيل.

وقد اختار العميد غَبيش، في كلمته أمام المؤتمر أمس، عدم التطرق إلى التقارير التي تحدثت عن أسلحة حزب الله الجديدة، لكن المعلومات التي قدمها أمام المؤتمر لم تترك مجالاً للشك في مدى خشية إسرائيل من تسلح سورية وإيران وحزب الله بعشرات ألوف القذائف والصواريخ المتطورة.

وعلى خلفية التطورات الأخيرة، دعا أمس رئيس سلطة تطوير الوسائل القتالية العميد احتياط إيلان بيران، المؤسسة الأمنية إلى تسريع تطوير منظومة "العصا السحرية"، وقال: "في يوم المعركة، ستكون سماؤنا مزدحمة جداً. إن الكمية الهائلة من الصواريخ التي ستطلق علينا، حتى لو كانت تقليدية كلها، ستشكل تهديداً غير تقليدي، ومن نوع جديد".