على إسرائيل استكمال بناء منظومة الدفاع الصاروخي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا شك في أن الأنباء المتعلقة بنقل صواريخ سكود من سورية إلى حزب الله خدمت حاجات الدعاية الإسرائيلية، ذلك بأنها أظهرت النيات العدوانية لهذا الحزب. بيد أنه في سياق التقرير الذي قدمه رئيس دائرة البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، العميد يوسي بيداتس، إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أول من أمس، فإن هذا المسؤول العسكري أكد أن صواريخ سكود هي بمثابة "قمة الجبل الجليدي لشحنات الأسلحة المرسلة من سورية إلى حزب الله". وفي الوقت نفسه فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بنشر نبأ فحواه أن حزب الله حصل على صواريخ من طراز M-600 وذلك بعد أن منعت نشر هذا النبأ فترة طويلة.

·      وهذه الصواريخ يمكنها أن تحمل رؤوساً حربية يصل وزن كل منها حتى نصف طن، فضلاً عن أنها تتميز بدقة عالية نسبياً. وبطبيعة الحال، فإن تزوّد حزب الله بصواريخ من هذا الطراز سيمكّنه من "إمطار" مواقع استراتيجية إسرائيلية مثل المنشآت الكهربائية ومعسكر هيئة الأركان العامة في "الكرياه" [في تل أبيب] وقواعد سلاح الجو الإسرائيلي بوابل من الصواريخ. وهناك تقديرات ترى أن حزب الله سينشر هذه الصواريخ في مناطق آهلة، كي يكون من الصعب على إسرائيل اكتشافها.

·      من ناحية أخرى، فإن الجهود المبذولة من أجل تطوير منظومة اعتراض مثل هذه الصواريخ لم تحقق النتائج المطلوبة حتى الآن. وبناء على ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يكرس جلّ جهوده، منذ حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006، في الردّ الهجومي والتدريبات البرية، باعتبارهما الحل الممكن في حال تعرّض الجبهة الإسرائيلية الداخلية لقصف مكثف بالصواريخ.

·      لكن نظراً إلى كون الخطط العملانية للجيش الإسرائيلي سرية في معظمها، فإن من الصعب تقدير ما إذا كانت الأوضاع ستسمح له، في حال نشوب حرب، بأن يحقق إنجازات كبيرة في مواجهة قصف صاروخي، ولذا، لا بُد من استكمال بناء منظومة الدفاع الصاروخي في أقرب فرصة ممكنة.