من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تبدو حكومة بنيامين نتنياهو مثل سفينة عالقة في عرض البحر بعد أن نفـد وقودها، ولم تعد تملك القدرة على التقدم إلى الأمام. ويصرّ رئيس الحكومة على التمسك بسياسة المراوحة في المكان، من دون أن يخشى السقوط، وذلك بسبب مكانته السياسية القوية، وعدم تحدي سلطته من جانب أي جهة في الائتلاف أو المعارضة.
· ولعل أكثر ما يشغل نتنياهو، وكذلك وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، في الوقت الحالي، هو تبرير السيطرة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة]. ففي آخر خطاب ألقاه في الكنيست، قام نتنياهو بعرض وقائع حملة نزع الشرعية عن إسرائيل، التي يقودها، وفقاً لما قاله، كل من إيران واليسار الأوروبي وأساتذة جامعيين راديكاليين من إسرائيل، والتي بدأت منذ مؤتمر ديربن [في جنوب إفريقيا] سنة 2001، وقصده من وراء ذلك إثبات أن سياسته ليست مسؤولة مطلقاً عن موجة العداء الحالية تجاه إسرائيل. أمّا الاستنتاج الذي توصل إليه فهو أن أي عملية سياسية لن تساعد إسرائيل في مواجهة الأعداء الذين يتطلعون إلى القضاء عليها.
· من المؤسف أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية مشغولاً إلى هذا الحدّ بالماضي، إلى درجة عدم توفر وقت كاف لديه للاهتمام بالمستقبل. وربما يكون غير مهتم بالمستقبل أصلاً ما دام في سدّة الحكم، وما دامت المستوطنات في مكانها.
· إن ما يجب قوله إزاء ذلك هو أن السياسي يُفترض به أن يكون زعيماً يرسم طريقاً، لا أن يكتفي بالتحذير من المخاطر وتشويه سمعة الخصم، كما يفعل رئيس الحكومة.
· يملك نتنياهو الآن فرصة من أجل تصحيح مساره، فنهار الثلاثاء المقبل سيكون في البيت الأبيض، وسيطرح [الرئيس الأميركي] باراك أوباما عليه سؤالاً عما يسعى له. وإذا كان نتنياهو سيسافر إلى واشنطن كي يقول إنه لا يوجد شريك [فلسطيني] للمفاوضات، وإن الأساتذة الجامعيين اليساريين هم العدو، فمن الأفضل أن يبقى في إسرائيل وأن يستمر في سلوكه العبثي حتى الأزمة المقبلة. لكن في حال كان راغباً في التحرك إلى الأمام، فإن لديه فرصة استثنائية لذلك.
· إن الإدارة الأميركية لا تعرف كيف تدفع العملية السياسية قدماً، وكيف تحول دون اندلاع حرب جديدة في المنطقة. لقد عرف قادة عقلاء مثل دافيد بن ـ غوريون ومناحم بيغن ويتسحاق رابين وأريئيل شارون، في أوقات سابقة، كيف ينتهزون فرصاً من هذا القبيل من أجل وضع جدول أعمال وقيادة الأحداث بدلاً من أن يكونوا منقادين وعُرضة للابتزاز.
على نتنياهو أن يعرض على أوباما فكرة عملية، ونظراً إلى أنه في ذروة قوته السياسية، فإن في إمكانه أن يختار فكرة معينة من جملة الأفكار المدرجة في جدول الأعمال، مثل إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، أو إجراء مفاوضات بشأن الحل الدائم، أو التوصل إلى سلام مع سورية. ولا شك في أنه في حال اتخاذه قراراً حاسماً في هذا الشأن من دون أن يتراجع عنه فوراً كعادته، فإن أوباما سيتجاوب معه ويدعمه. غير أن نتنياهو لا يبدي، حتى الآن، أي إشارة تدل على أنه سيتغير فعلاً، وإنما، على العكس، تراه يعود إلى الخلف، إلى أيام [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق شامير وجهوده المعروفة من أجل كسب الوقت.