نتيناهو أما ثلاثة خيارت" ائتلاف يميني صرف، أو يميني مختلط، أو يمين – وسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لقد نجح بنيامين نتنياهو في المحافظة على استقرار الائتلاف الحكومي المنتيهة ولايته لما يقارب الأربعة أعوام من خلال 27 عضو كنيست[ لليكود] وعلى الرغم من أن كتلته لم تكن أكبر كتلة. من هنا يمكن الاستنتاج أنه حتى لو لم يحصل الليكود على أكثر من 33 أو 34 مقعداً في الكنيست المقبل، فإنه من المنتظر أن يحسن وضعه وأن يزيد سيطرته.

·       تتوقع استطلاعات الرأي أن التكتل الذي يجمع بين نتنياهو وليبرمان ستتراجع قوته التمثيلية في الكنيست المقبل بالمقارنة مع عدد ممثليه في الكنيست الحالي حيث تمثل الليكود وإسرائيل بيتنا في كتلتين منفصلتين. لكن ما تجدر الإشارة إليه أن المقاعد التي ستنتقل من نتنياهوإلى نفتالي بنيت [زعيم حزب البيت اليهودي] أو إلى حزب "شاس" ستبقى ضمن تكتل أحزاب اليمين، ولن تشكل خطراً على استمرار السيطرة السياسية لنتنياهو.

·       بعد الانتهاء من الانتخابات سيضطر نتنياهو إلى الاختيار بين ثلاثة ائتلافات محتملة: ائتلاف "يميني صرف" ويشمل البيت اليهودي وشاس ويهدوت هتواره؛ وائتلاف "يميني مختلط" يشمل بعض الأطراف من الوسط مثل حزب "يش عتيد" [ بزعامة يائير لبيد] أو حزب"هتنوعا" [الذي تتزعمه تسيبي لفني]، أو ائتلاف "يمين- الوسط" مع شاس، ويهودت هتواره، وحزب العمل وحزب "يش عتيد"، من دون بنيت وليفني. ومن الممكن أيضاً التفكير بشركاء آخرين، إذ يستطيع نتنياهو المناورة كما يحلو له، بيد ان انتخابه مرتبط أيضاً بالثمن الذي سيطلب منه أن يدفعه، وربما أيضاً بالضغط الدولي عليه من أجل تشكيل حكومة أقل تطرفاً.

·       وبالاستناد إلى مصادر مقربة من رئيس الحكومة، فإن المرشح الأول للانضمام إلى الائتلاف سيكون يائير لبيد الذي يبدو شريكاً مريحاً نظراً لعدم خبرته السياسية واستعداده للتوقيع فإنه سيكون مستعداً للتوقيع على أي شيء مقابل حصوله على بعض الامتيازات. في المقابل يتخوف لبيد من الظهور كنسخة باهتة عن الليكود ويهدد حالياً بأنه سينضم إلى المعارضة في حال لم تُستجب مطالبه. في المقابل يبدو نتنياهو مستعداً للاستجابة إلى مطلبين أساسيين من مطالب لبيد، ويتعهد بمعالجة مشكلتي السكن و"المساواة في توزيع العبء وفي الخدمة العسكرية وفي العمل."

·       ومن المعروف عن نتنياهو أنه يتجنب المخاطرة، ويقدم نفسه كشخص محافظ، من هنا الشعار الذي رفعه لحملته الانتخابية"رئيس حكومة قوي". وهو إجمالاً يحبذ التعاون مع الأشخاص الراضين عن الوضع والذين لا يطالبون بالتغيير. وتعرض صفحته على الفايسبوك والتي من خلالها يتواصل مع الجمهور صوراً لطائرات حربية ولنساء في لباس الطيارين، وصورته وهو محاط بعدد من الضباط. وفي الواقع فإن نتنياهو يتوجه إلى القاسم المشترك لمعسكر الوسط اليهودي في إسرائيل أي الولاء للجيش الإسرائيلي واحترام المقاتلين والطيارين الحربيين. وهذا ما يفعله أيضاً بنيت ولبيد وليفني وشيلي يحيمفوفيتش. ويمكن القول إن " العسكرة" هي التي تميز معسكر "الوسط" عن معسكر "اليسار والعرب" المعارض للحرب، وهذه هي الرسالة الأهم للمعركة الانتخابية الحالية.

·       يتوجه رئيس الحكومة إلى صناديق الاقتراع وهو يركب موجة العسكرة، ويقول إن مهمته الأولى بعد الانتخابات ستكون "وقف المشروع النووي الإيراني" و"بناء القدرة الهجومية والدفاعية للجيش الإسرائيلي"، وتأمين غطاء كامل لإسرائيل بالمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ. وتتعارض هذه الأهداف مع مهمته الثانية أي إجراء تقليصات كبير في ميزانية الدولة. إذ من الصعب جداً القيام بتقليص في الميزانية من دون المس بالبند الأمني الذي وصل إلى حده الأقصى خلال الولاية الحالية للحكومة. كما من الصعب إغداق الأموال على الجيش من دون زيادة حجم العجز.

·       سيضطر نتنياهو إلى المناورة بين مطالب اللوبي العسكري وبين المطالب "الاجتماعية" لشركائه في الائتلاف. بيد أن استطلاعات الرأي تقف إلى جانبه، وتشير إلى ازدياد قوة الحزب الحاكم، كما أن الانقسام السائد بين الأحزاب الأخرى سيعطيه حرية المناورة فيما بينها، وهذا كل ما يطلبه.