على حكومة إسرائيل التوصل سريعاً إلى حل وسط للنزاع مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      في حال عدم التوصل إلى حل وسط للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، المستمر منذ أكثر من مئة عام، فإن قوافل السفن إلى غزة لن تتوقف. وإذا لم يتم التوصل إلى حل وسط لهذا النزاع، فإن النبوءة التي أطلقها دافيد بن ـ غوريون في سنة 1929 ستتحقق، وفحواها تحوّل أرض إسرائيل إلى وادٍ للموت.

·      من المعروف أن حاييم وايزمان ودافيد بن ـ غوريون، اللذين قادا الحركة الصهيونية حتى إقامة دولة إسرائيل، تبنيا مفهوماً كان في صلبه ضرورة التوصل إلى حل وسط سياسي [مع الفلسطينيين] شرط أن يضمن دفع المشروع الصهيوني القومي قدماً.

·      وبناء على هذا المفهوم، فإن الحركة الصهيونية تجاوبت مع وعد بلفور [سنة 1917] الذي دعا إلى إقامة وطن قومي لليهود في أرض إسرائيل [فلسطين]، على الرغم من أنه لم يمنح البلد كله لليهود. كما أنها تجاوبت، سنة 1937، مع خطة تقسيم البلد إلى دولتين يهودية وعربية، وأعلنت بعد الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية موافقتها على قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، والذي أقيمت دولة إسرائيل على أساسه.

·      وفي الوقت الحالي، تقف الصهيونية أمام مفترق طرق تاريخي آخر، ويتعين عليها أن تختار إمّا حل وسط سياسي بعيد المدى، وإمّا الاستمرار في أوضاع طوارئ يمكن أن تنتهي بكارثة قومية فحواها تحوّل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، الأمر الذي يعني تحولها إلى واد للموت وفق نبوءة بن ـ غوريون.

ربما تكون قوافل السفن هذه، بالنسبة إلى إسرائيل، فرصة لإطلاق عملية سياسية إيجابية في المنطقة، مقل عقد تحالف مع الدول العربية المعتدلة في مواجهة تحالف الدول والقوى الإسلامية المتطرفة بزعامة إيران، والذي يبدو أن تركيا انضمت إليه مؤخراً. في موازاة ذلك، على إسرائيل أن تسعى لتسوية مع الفلسطينيين تقوم على أساس المبادئ التالية: تقسيم القدس؛ عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين؛ ترتيبات دولية تتعلق بمكانة الأماكن المقدسة في القدس؛ الحصول على تعهد من جانب الولايات المتحدة والأسرة الأوروبية والدول العربية المعتدلة بالحفاظ على السلام؛ تعاون اقتصادي بين جميع الشركاء في التسوية. إن تسوية من هذا القبيل باتت مصيرية للغاية من أجل بقاء إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية.