بيرس يطلب من المستشار النمساوي الضغط على "حماس" كي تصبح أكثر مرونة، وتعترف بإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

صرّح رئيس الدولة شمعون بيرس بعد لقائه المستشار النمساوي فيرنر فايمان في قصر الرئاسة، أن إسرائيل ستوافق على التفاوض مع "حماس" إذا أصبحت أكثر اعتدالاً، ومؤيدة للسلام، وإذا ما اعترفت بإسرائيل. ودعا بيرس زعماء أوروبا إلى الضغط على "حماس" للتخلي عن الإرهاب، معرباً عن أمله بأن تستطيع الحكومة الإسرائيلية مستقبلاً إجراء مفاوضات سياسية مع الحركة التي ما زالت إسرائيل تعتبر حتى الجناح السياسي فيها تنظيماً إرهابياً.

وقال بيرس في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان مع وسائل الاعلام: "أقترح على زعماء أوروبا العودة إلى عقيدة ويلي براندت (المستشار الألماني السابق)، وبرونو كرايسكي (المستشار النمساوي السابق)، اللذين ضغطا على إسرائيل في حينه من أجل السماح لعرفات بالانضمام إلى الاشتراكية الدولية. يومها قلت لزعماء أوروبا، إذا نجحتم في تحويل عرفات إلى اشتراكي ديمقراطي، فإن هذا سيكون من دواعي سرورنا. وفعلاً، عندما أنظر إلى الوراء، أجد أن الضغوطات التي مارستها أوروبا على عرفات هي التي دفعته إلى تغيير مواقفه، والقبول بالقرار 242، وشجب الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، والتفاوض معها".

وأضاف: "نحن أمام المسألة عينها مع 'حماس'. على أوروبا أن تتوجه إلى 'حماس' التي تسيطر على غزة، وأن تضغط على زعمائها من أجل دفعهم إلى تأييد مفاوضات السلام، والاعتراف بإسرائيل، ووقف تهريب السلاح والعمليات الإرهابية، بحيث تصبح غزة مختلفة عمّا هي عليه، وأكثر انفتاحاً واعتدالاً ورغبة في السلام".

وأوضح بيرس أمام فايمر والحاضرين في المؤتمر الصحافي أن إسرائيل لا تنوي العودة إلى غزة، ولا السيطرة عليها من الخارج، وقال: "لا مصلحة لدينا في السيطرة على غزة، ولا في العودة إليها. كما لا نريد التسبب بمعاناة الشعب فيها. لقد غادرنا القطاع بإرادتنا". وتابع: "أفهم ما ترغب الأساطيل في تحقيقه، لكن من أجل تغيير الوضع في غزة لا حاجة إلى الأساطيل ولا إلى الناشطين، وإنما هناك حاجة إلى تغيير سياسة 'حماس' الإرهابية".

وفيما يتعلق باحتمالات عودة الاتصالات السياسية بسورية قال بيرس: "لا يمكن لسورية أن تعقد من جهة، حلفاً إرهابياً مع إيران، ومن جهة ثانية، أن تتحدث عن السلام مع إسرائيل. إن الأسد يؤيد حزب الله، ويمده بالمال والصواريخ، ثم ينكر ذلك، كما ينكر أنه يبني مفاعلاً نووياً، وأنه يزود حزب الله بصواريخ بعيدة المدى، ويحاول تضليل الغرب".

أمّا المستشار النمساوي فشدد على الأهمية التي يعلقها بلده على مواصلة العملية السلمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقال: "إن النمسا تدعم حل الدولتين لشعبين، ونحن على قناعة بأن المفاوضات غير المباشرة يجب أن تتحول إلى مفاوضات مباشرة. كما يتعين تحسين مستوى الحياة في غزة، ومن أجل هذا الغرض يجب رفع الحصار عن غزة".