قرار تخفيف الحصار عن غزة انتصار لـ "حماس" وتركيا ومحور المقاومة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية القاضي بتخفيف الحصار عن غزة، والذي يعني عملياً إنهاء الحصار المفروض على سلطة "حماس" في القطاع، يُعتبر انتصاراً كبيراً لـ "حماس" ولحكومة تركيا، فضلاً عن كونه إنجازاً حقيقياً لما يسمى فكرة المقاومة والتحالف الراديكالي الذي يضم كلاً من إيران وسورية و"حماس" وحزب الله، والذي انضمت تركيا إليه أيضاً في الآونة الأخيرة.

·      ولا شك في أن قادة "حماس" في غزة، والمكتب السياسي للحركة في دمشق، سيصوّران، قريباً، هذا التراجع الإسرائيلي باعتباره دليلاً على صحة طريقهما، وسيدعيان أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة. ويمكن الافتراض أيضاً أن تخفيف الحصار سيقنع كبار قادة "حماس" بالاستمرار في اتخاذ موقف متصلب فيما يتعلق بمفاوضات الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير] غلعاد شاليط.

·      إن الصلة بين الحصار وبين المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن شاليط ستأخذ طابعاً أشدّ حدة نهار الجمعة المقبل الذي سيتم فيه إحياء الذكرى السنوية الرابعة لوقوعه في الأسر، واستئناف الحملة الشعبية التي تقودها عائلته من أجل إطلاقه. وقد وجد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، صعوبة كبيرة في الرد على ادعاء والد شاليط أن التنازل عن الحصار هو بمثابة فقدان ورقة مساومة مهمة في المعركة من أجل إطلاق الجندي الأسير.

·      ولا بُد من القول، في موازاة ذلك، إن التداعيات السيئة لعملية السيطرة على قافلة السفن على المستوى الاستراتيجي لم تُحص كلها حتى الآن. فمن المعروف، مثلاً، أن السلطة الفلسطينية تراجعت عن إجراء انتخابات بلدية في الضفة الغربية خشية أن تسفر عن ازدياد نفوذ حركة "حماس"، كما أن معبر رفح لا يزال مفتوحاً، لأن مصر لا ترغب في أن تظهر بمظهر المتعاون مع إسرائيل، فضلاً عن أن حركة "حماس" باتت تعتقد أنها وجدت عمقاً جديداً لها هو تركيا. وبناء على ذلك، فإنه من المتوقع أن تواجه إسرائيل، في غضون الفترة القليلة المقبلة، قوافل سفن جديدة.

·      في هذه الأثناء، مررت إسرائيل رسالة إلى الفلسطينيين تتعلق بنيّتها زيادة نسبة البضائع المسموح إدخالها إلى غزة بـ 30%، أي زيادة عدد الشاحنات من نحو 100 شاحنة يومياً إلى 130 شاحنة. وجرى تمرير الرسالة بواسطة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، نظراً لكون إسرائيل لا تقيم اتصالات مباشرة مع "حماس". من ناحية أخرى، فإن منسق شؤون الاحتلال الإسرائيلي في المناطق [المحتلة]، الجنرال إيتان دانغوت، سيعقد هذا الأسبوع بضعة لقاءات مع مندوبي الرباعية الدولية من أجل مناقشة موضوع تطبيق قرار تخفيف الحصار.

·      إن ما حدث كله، وما سيحدث في المستقبل القريب أيضاً، سببهما قافلة السفن، وتورط إسرائيل في محاولة كبحها وهي في طريقها إلى غزة.