· فصل الصيف يقترب بسرعة، واحتمالات الحرب تزداد معه، كما حدث قبل ثلاثة أعوام [في سنة 2007]، لكن الأمر في ذلك الوقت انتهى بقصف مفاعل نووي سوري سرّي، ولم تندلع حرب.
· ويمكن القول إن المفاعلات النووية في إيران يمكن أن تكون مستهدفة خلال الصيف المقبل، لكن لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت ستصبح هدفاً للهجوم، علماً بأن روائح البارود تملأ الأجواء وتنذر بأمور سيئة.
· في هذه الأثناء أيضاً، فإن أصدقاء إسرائيل في العالم آخذون في التناقص، كما أن مكانتها في العالم وفي المنطقة آخذة في التدهور، فضلاً عن أنها خسرت تركيا، وتوشك أن تخسر مصر والأردن ودول الخليج وأوروبا، وربما مكانتها الخاصة في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يحذّر من احتمال نشوب حرب في الصيف، إلا إن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو لا يأبه بتحذيراته مطلقاً.
· من ناحية أخرى، فإن الموقف في إسرائيل إزاء إيران ما زال متسماً بالتخبط، غير أن آخر تقدير لدى مصادر استخباراتية غربية يؤكد أن قيام إسرائيل بشن هجوم مكثف على المنشآت النووية في إيران من شأنه إرجاء إنتاج القنبلة النووية الإيرانية لفترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام.
· وعلى ما يبدو، فإن فترة عامين أو ثلاثة أعوام هي فترة مهمة للغاية [بالنسبة إلى إسرائيل]، إلا إنه لا بُد من القول إن أي هجوم إسرائيلي على إيران ينطوي على مخاطر وسلبيات جمّة، في مقدمها أن ردة الفعل الإيرانية ستكون قاسية للغاية، وربما لن تكون صادرة عنها بصورة مباشرة وإنما بواسطة أدواتها مثل حزب الله في لبنان، الذي بات يملك ترسانة صواريخ تغطي الأراضي الإسرائيلية كلها. وثمة احتمال في ألاّ تلتزم سورية جانب الحياد، وإنما تكون جزءاً من ردّة الفعل هذه، إذ لا مفاوضات بينها وبين إسرائيل، كما أن السفير الأميركي في دمشق لم يتسلم مهماته بعد، و[الرئيس السوري] بشار الأسد ليس لديه ما ينتظره أو يأمل به. وفي حال دخول سورية دائرة الحرب، فإن إسرائيل ستجد نفسها في خضم جهنم حارقة ودموية. وهذا كله من دون أن نتكلم على "حماس"، وعلى احتمالات اضطراب الوضع في مصر وزعزعة الاستقرار في الأردن، وعلى ما يمكن أن تقدم إيران عليه ضد حقول النفط في منطقة الخليج.
· من ناحية أخرى، يجب أن نأخذ في الاعتبار احتمالات أن يُمنى الهجوم الإسرائيلي بالفشل، الأمر الذي ربما يؤدي إلى تسريع وتيرة إنتاج القنبلة النووية الإيرانية بدلاً من إبطائهـا.
· إن ما يجب تأكيده في هذا السياق، هو أنه في حال قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية [في الصيف المقبل]، فإن ذلك لن يتم من دون تنسيق مع الولايات المتحدة التي لا يزال كبار المسؤولين فيها يعارضون مثل هذا الهجوم. كما أنه لن يتم من دون موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي لا يعرف أحد، حتى الآن، ما الذي يفكر فيه في هذا الشأن.