من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تقول شيلي يحيموفيتش إن حزب العمل هو حزب وسطي، وإن كل مَن يعتبر هذا الحزب حزباً يسارياً يظلمه. وفي رأيي، إن يحيموفيتش هي التي تظلم مصطلح "الوسط" بالطريقة التي تستخدمه فيها. فالمتعارف عليه أن الحزب الاجتماعي - الديمقراطي يعتبر، بشكل عام، حزباً يساريا معتدلا، أو يسار الوسط، لكن تحديد اليسار والوسط واليمين في إسرائيل يستند، في الأساس، إلى الموضوع السياسي لا الى الموقف من القضايا الاجتماعية- الاقتصادية. فهل المواقف السياسية لحزب العمل تجعله حزباً وسطيا؟ وما هو مضمون هذه الوسطية؟
· مما لا شك فيه أن قرار الحزب إعطاء الأولوية لمعالجة الموضوع الاقتصادي - الاجتماعي أمر مشروع، لكن ما ليس مشروعاً هو تجاهل الموضوع السياسي. طبعاً، إذا فتشنا في أرشيف يحيموفيتش نجد أنها من المؤيدين لخطة كلينتون، لكنها في تصريحاتها العلنية حولت المسألة السياسية إلى موضوع ثانوي، وتقريباً غير موجود. فإذا كان هذا هو مفهومها للوسط، فإن المقصود هو المضمون السلبي له، أي اللامبالاة، وعدم اتخاذ موقف واضح.
· إن مصطلح اليسار في نظر جزء من الجمهور يعني، فيما يتجاوز مواقف معينة، الرغبة في النضال من أجل العدالة ورفض الظلم. وبالنسبة إلى جزء آخر من هذا الجمهور فإن التنصل من اليسار معناه أيضاً التخلي عن النضال من أجل الحرية والمساواة، مع العلم أن الدور الطبيعي لحزب العمل هو تمثيل جزء من هذا الجمهور.
· لا وجود لحزب اجتماعي - ديمقراطي يحق له أن يمتنع من الإعلان، وبصوت مرتفع، عن رفضه القاطع للاحتلال. ولا يعني رفض الاحتلال إيهام الجمهور الإسرائيلي بأن احتلال سنة 1967هو الموضوع الوحيد العالق بيننا وبين الفلسطينيين، إذ إن ما تستطيع إسرائيل القيام به لحل مشكلة الاحتلال هو وقف توسيع المستوطنات.
· لا ضرورة لمعاداة المستوطنين كبشر وكجمهور، وإنما على كل إنسان يؤمن بالديمقراطية أن يقف علناً ضد مشروع هدفه المعلن الحؤول دون تقسيم أرض إسرائيل مع عدم إعطاء حقوق المواطنة لجميع السكان القاطنين فيها. إن الحدود التي تفصل بين المؤيدين لهذا المشروع والرافضين له لا يجب أن تمر بين اليسار والوسط، وإنما يجب أن تكون بين اليمين الديمقراطي واليمين غير الديمقراطي.
· في الواقع، ومنذ خطاب بار- إيلان الذي تبنى فيه زعماء الليكود مبدأ دولتين لشعبين، لم يشرح لنا هؤلاء كيف يمكن الجمع بين هذا المبدأ وبين الخريطة الحالية للمستوطنات ومخططات توسيعها. وحتى يحيموفيتش لا تحاول أن تشرح لنا ذلك، إذ يبدو أن هذا الموضوع يثير ضجرها. أي وسط هذا الوسط؟