الديمقراطية الإسرائيلية ليست حقيقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ربما تكون إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، إلا إن الأمر المؤكد هو أنها ليست ديمقراطية حقيقية. وقد أكد استطلاع للرأي العام، نُشر في صحيفة "هآرتس" أمس، ما بات معروفاً منذ فترة طويلة، وهو تعزّز الاتجاهات الفاشية التي تهدد بالقضاء على النظام الديمقراطي القائم.

·       ووفقاً لهذا الاستطلاع الذي أجراه "معهد تامي شتاينيتس لأبحاث السلام" في جامعة تل أبيب، فإن الأغلبية [اليهودية] في إسرائيل غير ديمقراطية على الإطلاق، ذلك بأنها تطالب بتقديم كل من يكشف النقاب عن قضايا أمنية سرية إلى المحاكمة، وتدعو إلى تقليص حرية عمل منظمات حقوق الإنسان، وإلى معاقبة الذين يطالبون بمقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات قاسية على صحافيين يكشفون معلومات تتعلق بأعمال غير أخلاقية يقوم الجيش الإسرائيلي بها.

·       بناء على هذه المعطيات، يمكن القول إنه لم يعد في إسرائيل 2010 آليات يمكنها توفير الحماية لحرية التعبير. كما يبدو، من ناحية أخرى، أن الإسرائيليين، في معظمهم، يعتقدون أن الديمقراطية منحصرة في إجراء انتخابات عامة مرة كل بضعة أعوام فقط، فضلاً عن أنهم ضاقوا ذرعاً بأجهزة الإشراف والمراقبة كلها، والتي تعتبر المحك الحقيقي للنظام الديمقراطي.

 

·       ولا شك في أن إسرائيل كهذه من شأنها أن تكون على استعداد للإقدام على مواجهة أي تهديد، ولن يقف في طريقها أي شيء. كما أن أي زعيم عنيف وخطر وأي جرائم حرب سيصبحان محل ترحيب وتأييد من جانب الأغبياء والجهلة. علاوة على ذلك كله، يمكن القول إنه لا توجد أي حاجة في إسرائيل إلى حدوث انقلاب عسكري، ذلك بأن المؤسسة الأمنية تحكم سيطرتها الكاملة على معظم مجالات الحياة.