· في نهاية الأسبوع الفائت، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، خلال زيارته للبنان، أنه لم يأت إلى بيروت كي "ينقل إنذاراً من دولة عدو إلى دولة شقيقة". وقد أثار هذا التصريح حنق المؤسسة السياسية في إسرائيل، التي أوعزت إلى سفيرها في القاهرة، يتسحاق ليفانون، بأن ينقل احتجاجاً رسمياً إلى الحكومة المصرية.
· لكن في واقع الأمر، فإن مصر تبذل جهوداً كبيرة من أجل تهدئة رياح الحرب التي تهب من لبنان في الآونة الأخيرة، والوزير أبو الغيط كان يقصد بذلك التصريح توصيف العلاقات المتوترة بين بيروت والقدس.
· ولا بُد من الإشارة، في إطار الحديث عن الجهود التي تبذلها مصر مؤخراً، إلى اللقاء الذي عقده الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والذي أكد الأول خلاله عدم وجود أي خطة لدى إسرائيل لخوض حرب جديدة. وفي إثر هذا اللقاء، اتفق مبارك مع [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو على أن يقوم هذا الأخير بزيارة لشرم الشيخ بعد أربعة أيام.
· إن الاستنتاج المطلوب من هذا كله هو أن مثل هذا التعامل من جانب نظام مبارك مع إسرائيل لا ينم عن تعامل باعتبارها "دولة عدواً"، ومع ذلك، فإن إسرائيل تواجه مشكلات كبيرة في الشارع المصري، إذ يُنظر إليها هناك كما لو أنها أسوأ كثيراً من "عدو".
· ولقد حان الوقت من ناحيتنا لأن ندرك أن حلم السلام الحقيقي مع مصر (وكذلك مع الأردن) آخذ في الابتعاد، وأن ما بقي هو مجرد علاقات رسمية بين القيادتين يغلب على معظمها الطابع الاستراتيجي المخفي عن الأنظار. وعلى ما يبدو، فإن السلام الكامل والحقيقي يتطلب ثمناً باهظاً، وليس من المؤكد حتى، الآن أن إسرائيل مؤهلة أو راغبة في دفعه.