من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في محادثة مغلقة خلال الأسبوع الجاري، عقب زيارته بيروت، إن "هناك حالة ذعر تام في لبنان" من احتمال هجوم إسرائيلي وحرب جديدة. وخلفية حالة الذعر هذه هي التقارير المتعلقة بنقل صواريخ سكود من سورية إلى حزب الله. غير أن دبلوماسيين رفيعي المستوى قالوا لصحيفة "هآرتس" إن عدداً من وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها وكالات أميركية، والتي طُلب منها فحص هذه المعلومات، قالت أنها لا تستطيع أن تؤكد، "بصورة مستقلة"، صحة المعلومات المتعلقة بنقل الصوريخ.
وخلال الأشهر القليلة الفائتة، نقلت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، عبر قنوات دبلوماسية، رسائل حادة بشأن قيام سورية بنقل وسائل قتالية متطورة إلى حزب الله. وعلى الرغم من القيود التي تفرضها الرقابة في إسرائيل، فقد انتشرت في وسائل الإعلام الأجنبية مؤخراً تقارير متعددة تحدثت في كل مرة عن نوع مختلف من السلاح قامت سورية، بحسب ادعاء إسرائيل، بنقله إلى حزب الله ـ صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ سكود، وفي حالات معينة حتى أسلحة كيماوية.
وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ودول أخرى كفرنسا وإيطاليا وألمانيا تحذير سورية من نقل الأسلحة، وقامت تلك الدول بنقل الرسائل، لكنها طلبت أيضاً من وكالات الاستخبارات التابعة لها أن تتحقق، عن طريق مصادرها، من صحة المعلومات التي ذكرتها إسرائيل.
وقد أدى نشر بعض وسائل الإعلام العربية، قبل بضعة أسابيع، ادعاء إسرائيل أن سورية نقلت الصواريخ إلى حزب الله، إلى تحويل النقاش بشأن هذا الموضوع إلى نقاش علني، وإلى تخفيف قيود الرقابة في إسرائيل قليلاً، وأيضاً إلى زيادة حدة التوتر بين إسرائيل وسورية ولبنان.
ومع ذلك، يوجد لدى عدد من الدول الغربية التي تملك قدرة جيدة على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بما يجري في سورية ولبنان، شكوك كبيرة في صدقية المعلومات الاستخباراتية الموجودة في حيازة إسرائيل، أو على الأقل فيما يتعلق بتحليل دلالتها. واعترفت مصادر في الإدارة الأميركية، في عدد من التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام العالمية، بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصواريخ تم نقلها فعلاً.
ووفقاً لدبلوماسيين غربيين رفيعي المستوى، فإن الاستقصاءات التي قام بها عدد من وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها الأميركية، لم تبيّن بشكل واضح أن الصواريخ تم نقلها فعلاً. وذكر الدبلوماسيون أن الاستخبارات الأميركية كانت الجهة الوحيدة التي قدمت، بصورة مستقلة، معلومات بشأن الموضوع، لكن هذه المعلومات أشارت فقط إلى أن رجال حزب الله يتدربون في سورية على تشغيل صواريخ سكود، ولم تشر إلى أن الصواريخ نقلت إلى لبنان.
وكان النقاش العلني بشأن هذا الموضوع هو الذي أدى إلى الإحساس بالذعر في لبنان، والذي نبّه وزير الخارجية المصري إليه. ويتبين من تفصيلات حصلت عليها "هآرتس" أن أبو الغيط أوضح في تلك المحادثة المغلقة أنه قام، في ضوء الأحاسيس المريرة السائدة في بيروت، بإرسال رسائل مستعجلة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وعدد من نظرائه في أبرز دول الاتحاد الأوروبي. ودعا أبو الغيط في رسائله إلى التدخل السريع لدى إسرائيل لمنع اندلاع مواجهة على الحدود مع لبنان.
وأضاف أبو الغيط أن التقديرات السائدة في لبنان والعديد من الدول العربية هي أن الصواريخ لم تُنقَل فعلاً [إلى لبنان]، وقال: "الأمر غير منطقي، فهذه الصواريخ كبيرة ويتعذر إخفاؤها". وعلى حد قوله، فإن التقارير التي تنشر في وسائل الإعلام بشأن نقل الصواريخ تخلق انطباعاً يوحي بأن إسرائيل تحاول إيجاد ذريعة لشن حرب أخرى ضد لبنان.
هذا الانطباع المرير الذي خرج به أبو الغيط بشأن الوضع النفسي للقيادة اللبنانية يُضاف إليه انطباعات مماثلة تكونت لدى مسؤولين كبار في عدد من الدول الأوروبية، تلقوا مناشدات من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي طلب منهم نقل رسائل تطالب بكبح إسرائيل. فعلى سبيل المثال، قام الحريري بزيارة روما قبل نحو أسبوع ونصف، والتقى رئيس الحكومة سلفيو برلسكوني، الذي فوجئ بالضغط الكبير الذي مارسه الحريري عليه. كما تحدث الرئيس المصري حسني مبارك مع الحريري بشأن الخشية من هجوم إسرائيلي، ومن المتوقع أن يثير هذه المسألة في اللقاء الذي سيعقده مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال الأسبوع المقبل. وقد بحث وزير الدفاع إيهود باراك موضوع نقل الأسلحة [إلى لبنان] خلال محادثاته مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن. وفي أثناء لقاء مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس مع باراك أمس، قال غيتس إن سورية وإيران تزودان حزب الله بالصواريخ، وأضاف: "إن حزب الله يملك صواريخ أكثر مما يملكه معظم حكومات العالم".