· لا أعرف ما إذا كان [رئيس الوزراء الفلسطيني] سلام فياض قرأ مؤلفات دافيد بن ـ غوريون، إلا إنه يتصرف كما لو أن هذه المؤلفات كلها موضوعة على طاولته، وثمـة احتمـال كبير في أن يحقـق للفلسطينيين أمراً شـبيهاً بما حققه بن - غوريون لليهود.
· إن فياض مقتنع تماماً أن "الإرهاب" ليس طريقاً، وإنما هو سلاح فعال في يد الإسرائيليين، ذلك بأنه لدى قيام الفلسطينيين بتفجير حافلات ركاب ملأى في إسرائيل فإن العالم كله سيشفق على الإسرائيليين أكثر من إشفاقه على الفلسطينيين، وسيكون لدى إسرائيل أسباب وجيهة لتشديد وطأة الاحتلال.
· وما يعمل فياض على تحقيقه الآن هو بناء الاقتصاد والمؤسسات المركزية، وإذا ما أصبح يملك قوة كافية فإنه سينجح أيضاً في مواصلة منع "الإرهاب"، الأمر الذي سيؤدي إلى رفع مستوى المعيشة في الضفة الغربية، وعندها سيكون لديه الجرأة كي يعلن من جانب واحد إقامة دولة مستقلة في سنة 2011، كما تعهد، وسيعترف العالم بهذه الدولة، وستكون إسرائيل، في نهاية الأمر، مضطرة إلى الاعتراف بها أيضاً.
· وإذا كانت إسرائيل تملك عقلاً سليماً فإن ما يتعين عليها فعله هو عدم رهن اعترافها بهذه الدولة بالتوصل إلى اتفاق سلام، ذلك بأن المسألة المركزية والأهم هي تحقيق الانفصال وليس اتفاق السلام. وبعد تحقيق الانفصال، فإن النزاع بين الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] سيتحول إلى نزاع بارد على حدود بين دولتين مستقلتين ومنفصلتين، وستعرف إسرائيل من جانبها كيف تهتم بأمنها. ولا شك في أنه إذا ما كانت مصر وسورية والعراق والأردن قد أخفقت معاً في القضاء على إسرائيل، فإن فلسطين الصغيرة لن تتمكن من القضاء عليها.