الدولة الفلسطينية ذات الحدود الموقتة هي الحل الأفضل لإسرائيل والسلطة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الأنباء بشأن احتمال بدء "المحادثات عن قرب" بين إسرائيل والفلسطينيين قريباً تثير أسئلة إشكالية من قبيل: ما الذي سيجري الحديث بشأنه هناك؟ وما الذي يمكن تجديده فيما يتعلق بعملية سلام "جربنا خلالها الأشياء كلها" ولم نتوصل إلى سلام؟ وهل يوجد في جعبة ميتشل، الوسيط المناوب، وصفة كانت غائبة عن أذهان أسلافه كلهم، الذين منوا بالفشل الذريع؟

·       لا شك في أن إسرائيل ترغب في التحرر من وطأة السيطرة على الفلسطينيين، والتي تثير ضدها ادعاءات بانتهاج سياسة "أبارتهايد"، لكنها في الوقت نفسه، ترغب في أن تبقى محتفظة بمعظم المناطق [المحتلة] وبالمستوطنات وبالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية، وفي أن تكون لها سيادة حصرية على القدس. ولذا، فإن الحل الإسرائيلي كامن في رفع مكانة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وسلام فياض إلى مكانة دولة ذات حدود موقتة، وبذا، تتحرر إسرائيل من مسؤوليتها عن الفلسطينيين، وتتم مناقشة الخلافات المتعلقة ببقية المناطق [المحتلة] وبالقدس واللاجئين في وقت لاحق بين دولتين كل منهما ذات سيادة، إسرائيل وفلسطين، لا بين احتلال وخاضعين له.

·       أمّا الفلسطينيون فإنهم يرغبون في تحرير أقصى ما يمكن من وطنهم التاريخي وطرد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين والحفاظ على التأييد الدولي، ولذا، فإنهم يتمسكون بالحل الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 مع عملية تبادل أراض محدودة وتقسيم القدس لتصبح عاصمتين للدولتين وعودة عدد مقلص من اللاجئين إلى داخل إسرائيل.

·       إن عباس يرفض التسوية الموقتة، في حين أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو غير جاهز للحل الدائم. بناء على ذلك، فإن السؤال المطروح هو: هل يمكن جسر الفجوات الكبيرة بين الجانبين؟

·       إن ما يبدو الآن، بعد مرور عام واحد على محاولات عقيمة سعت لتجميد الاستيطان، هو أن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة هي الحل الأفضل من الناحية العملية، سواء تم تنفيذه بواسطة الاتفاق [بين الجانبين] أو بواسطة خطوة من جانب واحد تقدم إسرائيل عليها، ذلك بأنه حل يلائم القيود السياسية لدى كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

·       وفي حال تنفيذ هذا الحل، فإن إسرائيل ستكتفي بتفكيك بعض المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية وتظل محتفظة بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية ولا تقترب من موضوع القدس، في حين أن الفلسطينيين لن يكونوا مطالبين بتقديم أي مقابل على غرار الاعتراف بدولة يهودية أو التنازل عن حق العودة، اللذين يطالب نتنياهو بهما شرطاً للحل الدائم.

·       ومع ذلك، فإن هذا الحل سيبقي الخلافات المتعلقة بأكثر الموضوعات حساسية على حالها، الأمر الذي يعني انفجارها عاجلاً أم آجلاً.

 

·       إن نتنياهو يعتقد أن المخرج الوحيد من الجمود الحالي كامن في تسوية موقتة يكون جوهرها إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، لكنه يخشى إعلان تأييده هذه الفكرة علناً. وهو يفضل أن ينفذها رغماً عنه، أي تحت وطأة ضغوط أميركية أو في مقابل قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة لإيران، تماماً مثلما قام [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون بالانسحاب من غزة في إثر قيام [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش باحتلال العراق.