إسرائيل تراجعت عن موقفها المتعلق بالحصار على غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      سواء أكان القرار الإسرائيلي [المتعلق بتخفيف الحصار عن غزة] قد اتخذ فعلاً، وفقاً لما ورد في البيان الصحافي الصادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية باللغة الإنكليزية، أم أنه سيُتخذ لاحقاً، وفقاً لما ورد في البيان الصحافي الصادر عن هذا الديوان نفسه باللغة العبرية، فإن إسرائيل قد تراجعت عن موقفها في كل ما يتعلق بموضوع الحصار على غزة.

·      ولا بُد من القول إن تخفيف الحصار هو الثمن الذي تقوم إسرائيل بدفعه إلى الأسرة الدولية من أجل تفادي ضجة دولية شبيهة بتلك التي حدثت العام الفائت في إثر تقرير لجنة غولدستون [التي تقصّت وقائع الحرب الإسرائيلية على غزة في شتاء سنة 2009].

·      ومن الجائز أن الثمن الذي تدفعه إسرائيل ليس باهظاً، لأنها ستتنازل عن أمور لم تكن ضرورية قطّ، مثل فرض قيود على إدخال مواد غذائية وبضائع أخرى اعتبرتها "كماليات"، ذلك بأن منع إدخالها كان يعني إنزال عقوبة جماعية [بسكان قطاع غزة] بسبب استمرار احتجاز [الجندي الإسرائيلي] غلعاد شاليط.

·      من ناحية أخرى، فإن محاربة عمليات تهريب الأسلحة ستستمر. وإذا لم يكن ثمة مفر أيضاً، في المدى البعيد، من رفع الحصار البحري المفروض على غزة، فإن إسرائيل يمكن أن تدرس في المستقبل إمكان دمج قوات أجنبية دولية في عمليات تفتيش السفن المتجهة إلى غزة.

·      لا شك في أن الجناح اليميني المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، وكذلك بعض كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، غير متحمسين للحلول الآخذة في التبلور، لكن يبدو أن الحكومة كانت مضطرة إلى التراجع بسبب إصرار إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما في هذا الشأن. وقد حذّر رئيس جهاز الأمن العام [شاباك]، يوفال ديسكين، خلال اشتراكه هذا الأسبوع في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، من مغبة رفع الحصار عن غزة، إلا إن تحذيره بقي حبراً على ورق.

·      ومع ذلك، فإن ردات الفعل في العالم [على القرار الإسرائيلي] كانت فاترة. فمثلاً، صدر بيان رسمي في العاصمة الأردنية، عمّان، اعتبر القرار الإسرائيلي "مجرد تعديلات تجميلية"، لكنه أشار إلى كونه "خطوة في الاتجاه الصحيح".

في المحصلة الأخيرة، لا بُد من القول إن صورة إسرائيل في العالم العربي (وربما في العالم الغربي أيضاً) باتت صورة الدولة التي لا تفهم إلا لغة القوة. وبناء على ذلك، فإن الناشطين الأتراك، الذين اعتدوا بالهراوات على جنود وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية في أثناء سيطرتهم على سفينة "مرمرة"، يمكنهم أن يسجلوا انتصاراً لمصلحتهم. أمّا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، فسيبدو من الآن فصاعداً في صورة الزعيم الذي كسر شوكة إسرائيل.