يتعرض وزير الدفاع إيهود باراك إلى انتقادات كثيرة توجه إليه من داخل حزبه لعدم نجاح الحكومة في إحراز أي تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين، منذ دخول حزب العمل إلى الائتلاف الحكومي. وقد هدد عدد من أعضاء الحزب بأنهم سيبادرون إلى المطالبة بخروج الحزب من الحكومة في حال لم يتحقق أي تقدم في المفاوضات، إلا إن وزير الدفاع فاجأ المنتقدين من أعضاء حزبه، كما فاجأ الحكومة، عندما وجه هو نفسه إنذاراً إلى نتنياهو حذره فيه من أنه في حال عدم تحقيق تقدم مع الفلسطينيين خلال ستة أشهر، فإن حزب العمل سيستقيل من الحكومة.
فمنذ أن دخل حزب العمل إلى الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو، وجه متمردون في الحزب وأعضاء الكنيست عمير بيرتس وإيتان كابل ودانييل بن سيمون وغالب مجادلة، انتقادات لزعيم الحزب وزير الدفاع إيهود باراك لقبوله المشاركة في الائتلاف، وحاولوا دفع الحزب إلى الخروج من الحكومة، غير أنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة.
وقد وجه وزيرا الحزب يتسحاق هيرتسوغ وأفيشاي برافرمان، اللذان ينويان منافسة إيهود باراك على زعامة الحزب إنذاراً إلى باراك بأنه في حال عدم حدوث تقدم ملموس في العملية السياسية مع الفلسطينيين، فإنهما سيسعيان لأن يقدّم حزب العمل استقالته من الحكومة.
وقد فوجىء هيرتسوغ وبرافرمان لدى سماعهما باراك يقول، أول أمس، أمام فروع الحزب في تل أبيب: "إذا لم يحدث تقدم في العملية السياسية خلال ستة أشهر، أو لم تتغير تركيبة الحكومة بحيث تسمح بحدوث هذا التقدم، فإننا سنتخذ القرارات الملائمة".
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن زعيمة المعارضة ورئيسة حزب كاديما، تسيبي ليفني، قولها أنه إذا كان نتنياهو معنياً بصورة جدية بالعملية السياسية، فإن عليه أن يؤلف حكومة جديدة يشارك فيها كاديما وحزب العمل إلى جانب الليكود. ويؤيد وزراء حزب العمل حكومة تضم نتنياهو وباراك وليفني، لكن أوساط باراك ذكرت أنه ليس في إمكان وزير الدفاع أن يفرض على نتنياهو التخلي عن تحالفه مع اليمين، كما أن كبار المسؤولين في الليكود يقولون بصراحة: "لن نتخلى عن شاس".