وفقاً لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، إسرائيل أصبحت أضعف كثيراً مما كانت عليه في السابق
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      ينظر مسؤولون كثيرون في المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى تأكل القوة الأميركية، في الآونة الأخيرة، باعتباره عملية ناجمة، إلى درجة كبيرة، عن رغبة ذاتية لدى الولايات المتحدة، لا عن أوضاع اضطرارية فقط.

·      وفي واقع الأمر، ثمة مكان للشعور بالقلق إزاء أداء الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما في هذا الشأن. وليس من المبالغة الشعور بذلك حتى في الأسبوع الذي حقق خلاله أوباما إنجازاً يتمثل في فرض عقوبات جديدة على إيران، ذلك بأن القاصي والداني يعرفان أنه إنجاز وهمي، وأن تأثير هذه العقوبات الجديدة في سياسة إيران [النووية] سيكون محدوداً جداً، لأنها لن تمس صناعة النفط الإيرانية، ولن تعرّض المصالح الاقتصادية لكل من روسيا والصين في إيران إلى الخطر.

·      وفضلاً عن ذلك، فإن العلاقات الحميمة بين إيران وتركيا، التي تستند إلى مصالح اقتصادية مشتركة لا تقل أهمية عن الشراكة الأيديولوجية، وسوف تستمر. وفي ضوء ذلك، فإن الإيرانيين سينقلون الغاز الطبيعي إلى الأوروبيين بواسطة أنبوب يمر من الأراضي التركية. ولم يعد خافياً أن الأوروبيين بحاجة إلى هذا الأنبوب وإلى الغاز الإيراني كي يقللوا تبعيتهم لروسيا. ولعل هذا ما يفسر عدم إسراع ألمانيا إلى انتقاد تركيا، الأمر الذي كان من شأنه أن يخفف حملة الضغوط على إسرائيل في إثر عملية سيطرتها على قافلة السفن إلى غزة.

·      لكن في الوقت الذي تشكو إسرائيل تراجع قوة الولايات المتحدة ونفوذها، فإن كثيرين من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يؤكدون أن إسرائيل أصبحت، هي أيضاً، أضعف كثيراً مما كانت عليه في السابق، وهذا ما تدل عليه مثلاً حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، وعملية الموساد في دبي [عملية اغتيال المسؤول العسكري في "حماس" محمود المبحوح]، وعملية السيطرة على السفن. وعلى الرغم من أن علاقات الصداقة الوثيقة بين الدولتين تستند إلى قيم مشتركة، وإلى تاريخ طويل، وإلى ثوابت السياسة الداخلية لدى كل منهما، إلا إنها ناجمة أيضاً عن فرضية عمل استراتيجية لدى الدولة العظمى فحواها اعتبار إسرائيل حاملة طائرات شرق أوسطية تابعة لها. وبطبيعة الحال، عندما تكون إسرائيل قوية فإنها ذات فوائد جمة عندما تحين الحاجة إليها، لكن عندما تصبح ضعيفة، فإنه سيتم طرح تساؤلات بشأن فوائد الصداقة معها.

·      إن هذه النظرة الأميركية إزاء إسرائيل تتغلغل، شيئاً فشيئاً، في أوساط مزيد من الشخصيات والصحافيين وكتّاب المقالات المحسوبين على التيار المركزي في السياسة الأميركية. وثمة، بين هؤلاء، من بات على استعداد لطرح تساؤلات علنية تتعلق بالفائدة المترتبة على دعم دولة صديقة باهظة الثمن مثل إسرائيل، ولعل أبرزهم هو [الخبير الاستراتيجي] أنتوني كوردسمان، الباحث الكبير في معهد الأبحاث الدولية والاستراتيجية في واشنطن، الذي كتب مؤخراً يقول "إن عمق الالتزام الأميركي الأخلاقي إزاء إسرائيل لا يبرّر قيام حكومة إسرائيلية بأنشطة تحوّلها إلى عبء استراتيجي [على الولايات المتحدة]، في الوقت الذي يتعين عليها أن تبقى رصيداً".

·      ولا بُد من القول إن ضعف قوة الولايات المتحدة هو الذي يجعلها، أكثر من أي فترة سابقة، بحاجة إلى حلفاء أقوياء ولا يكلفونها ثمناً باهظاً. وفي الوقت نفسه، فإنه يبدو أن على إسرائيل أن تعتاد على واقع جديد فحواه انخفاض العوامل المحفزة لدى واشنطن للدفاع عن إسرائيل عندما تكون عرضة للهجوم في العالم، مثل الهجوم الذي تتعرض له حكومة بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي.