إسرائيل والسلطة الفلسطينية غير معنيتين بانتفاضة ثالثة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       لا يمكن المرور مر الكرام على قيام جنود الجيش الإسرائيلي بالهرب من أمام الشبان الفلسطينيين الذين يطلقون عليهم الحجارة، كما شاهدنا في الآونة الأخيرة في عدة مناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ذلك بأن هروباً كهذا يمكن أن ينطوي على ضرر استراتيجي، وأن يشكل محفزاً لشبان آخرين على أن يتبعوا النهج نفسه في مناطق أخرى. في الوقت نفسه فإن اتساع نطاق مثل هذه الظواهر سيستلزم من الحكومة الإسرائيلية ردة فعل فورية، وخصوصاً في ظل وجود البلد في خضم حملة انتخابية.

·       وأعتقد أنه على الرغم من التهديدات بتصعيد الوضع التي يطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلاّ إنه غير معني باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، بعد أن خسرت السلطة في الانتفاضة الثانية كل ما لديها. كما أن عباس غير معني باندلاعها لأنه منذ وفاة رئيس السلطة السابق ياسر عرفات تمكنت السلطة الحالية من تعزيز نفوذها، وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني. وكل ذلك سيكون مهدداً بالزوال في حال اندلاع انتفاضة جديدة.

·       في المقابل، فإن إسرائيل أيضاً غير معنية بأي تصعيد للوضع مع السلطة الفلسطينية، ذلك بأن المسؤولين فيها يدركون تماماً أنه ما من بديل أفضل من هذه السلطة في الوقت الحالي.

·       إن المطلوب استنتاجه هو أن كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية غير معنيتين بأي جولة عنف جديدة، وبناء على ذلك فإن عمليات إطلاق الحجارة في هذا الوقت بالذات يمكن أن تلحق أضراراً كبيرة بهما. ولا شك في أن الجيش الإسرائيلي يملك الأدوات والوسائل المطلوبة لكبح عمليات إطلاق الحجارة على الجنود، من دون اللجوء إلى الهرب، ومن دون الإقدام على أي ردة فعل عنيفة. ومع أن مثل هذه الخطوات لن توفر أكثر من حبة أسبرين لحالة صداع مزمنة، إلاّ إن ذلك يظل أفضل ما دام لا يوجد لدينا شريك جدي يمكن التوصل إلى سلام حقيقي معه.