على زعماء إسرائيل الاعتراف بتقصيرهم واستخلاص العبر اللازمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      على الرغم من التقدير الكبير الذي أكنه لرئيس جهاز الموساد، مئير دغان، إلا إن التقصير المتعلق بقضية قافلة السفن إلى غزة جعلني لا أصدق ما يقوله، كما جعلني غير واثق بقدرة أجهزة الاستخبارات والفرق العسكرية النخبوية على مواجهة التحديات الماثلة أمام دولة إسرائيل. فأنا لا أصدق أن منظمة استخباراتية لم تحل مشكلة [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط، في إمكانها أن تحل المشكلة النووية الإيرانية.

·      على مدار الأعوام الثلاثة الفائتة دأب رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، على تأكيد أنه لا يستطيع قول أي شيء للجمهور العريض لأنه منهمك في بناء قوة الجيش الإسرائيلي. وأعتقد أنه قام بعمل ممتاز في مجال ترميم الجيش وتحديث قدراته، إلا إنني أعرف أنه مُني بفشل ذريع في كل ما يتعلق بقافلة السفن، ذلك بأنه لم يقرأ الخريطة بصورة جيدة، ولم يعدّ القوات للمهمة المطلوبة، ولم يتخذ قرارات معقولة. كما أعرف أن أشكنازي لا يملك الجرأة الكافية كي يقف أمام الجمهور ويعترف بالفشل ويتحمل المسؤولية عنه.

·      من ناحية أخرى، فإنني لا أصدق ما يقوله وزير الدفاع، إيهود باراك، على الرغم من تقديري لشجاعته، وعلى الرغم من أن مساهمته في الأمن القومي الإسرائيلي لا تُقدّر بثمن. فباراك لم يفهم أنه لا يجوز المجازفة بتحالف إسرائيل الاستراتيجي مع تركيا، كما لا يجوز لإسرائيل أن تظهر بمظهر الدولة الإرهابية التي تتصرف مثل القراصنة في المياه الدولية.

·      وأنا لا أصدق أيضاً رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يؤكد خلال الأحاديث المغلقة أنه سينقذ إسرائيل من الخطر الإيراني. فعلى الرغم من أنني أقدّر كثيراً حكمته التاريخية وحبه لبلده وشعبه، إلا إنني أعتقد أنه يفاقم الخطر الإيراني، ويمس مكانة إسرائيل الدولية، ويجعلها معزولة أكثر، ويشعل الجبهات كلها بدلاً من تهدئتها.

·      فبدلاً من أن يقوم نتنياهو بتجنيد الفلسطينيين والسوريين والأتراك لمواجهة إيران، فإنه يدفع بهم نحوها، كما أنه بدلاً من تجنيد الأميركيين والأوروبيين لمصلحة إسرائيل فإنه يستنفرهما ضدها. لقد أصبحتُ، في إثر تقصير قافلة السفن، متشككاً أكثر في قدرة نتنياهو على مواجهة التحدي الإيراني المصيري.

هل يتعين، بناء على ذلك، أن يذهب كل من نتنياهو وباراك وأشكنازي ودغان إلى البيت؟ ليس بالضرورة. لكن من واجبهم جميعاً الاعتراف بالتقصير واستخلاص العبر اللازمة والعمل على التصحيح. وفي موازاة ذلك، يتعين على الفور تأليف حكومة وحدة وطنية، وتشكيل هيئة قيادة قومية نوعية، وإطلاق مبادرة سياسية، وتنفيذ توصيات لجنة فينوغراد [التي تقصت وقائع حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006]. لقد كانت حرب لبنان الثانية أشبه بتحذير، وكانت عملية "الرصاص المسبوك" في غزة أشبه بإنذار، وقد دقّ الآن ناقوس الخطر، فهل من سامع في القدس؟