الحصار على غزة يجب أن يستمر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      لا يجوز لموجة العداء العالمية الحالية إزاء إسرائيل أن تجعلنا ننسى السياق العام لقضية قافلة السفن إلى غزة. ففي آب/ أغسطس 2005 أنهت إسرائيل احتلالها لقطاع غزة، وقامت بملء إرادتها بالانسحاب منه، وذلك في نطاق عملية صعبة للغاية كانت موضع خلافات كبيرة [داخل إسرائيل]. وقد جرت عملية نقل السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية بصورة منظمة ومنسقة، ووعدت هذه الأخيرة بأن تعمل على ازدهاره اقتصادياً حتى يصبح مثل سنغافورة.

·      وفعلاً، تمت دراسة أفكار عديدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القطاع، ومنها: شق شوارع جديدة وعريضة؛ ترميم المطار وإقامة ميناء تجاري؛ التحضير لإقامة محطات للطاقة الكهربائية وشبكتين جديدتين للمياه والصرف الصحي؛ إقامة سلسلة فنادق فخمة على طول شاطئ البحر وما شابه ذلك. وقد رصدت الأسرة الدولية مئات الملايين من اليورو لتنفيذ هذه المشروعات وغيرها.

·      وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 وقّعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقاً تم بموجبه نقل السيطرة على معبر رفح الحدودي البري بين غزة ومصر إلى السلطة الفلسطينية. وبذا، أنهت إسرائيل احتلالها لغزة.

·      يمكن القول إن إسرائيل، وبمبادرة منها، منحت الفلسطينيين فرصة تاريخية للتطور الاقتصادي، فضلاً عن أن غزة حظيت بالاستقلال الكامل خلافاً للضفة الغربية. غير أن سيطرة "حماس" على غزة [في حزيران/ يونيو 2007] وضعت حداً لـ "حلم سنغافورة". وفي موازاة ذلك، فإن هذه الحركة بدأت حرب إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقامت منذ ذلك الوقت ببذل جهود كبيرة من أجل التزود بمزيد من الوسائل القتالية.

·      بسبب من ذلك، قامت إسرائيل بفرض حصار على قطاع غزة. ويهدف هذا الحصار، أكثر من أي شيء آخر، إلى منع إدخال أسلحة ووسائل قتالية إلى القطاع، من جهة، وإلى إضعاف سلطة "حماس" اقتصادياً وسياسياً، من جهة أخرى. ولا بُد هنا من ذكر أن الحصار البحري هو وسيلة قتالية شرعية وفقاً للقانون الدولي، ولذا، فإنه من حق إسرائيل استعمالها دفاعاً عن نفسها.

·      لقد كانت إسرائيل على حق عندما قررت منع قافلة السفن من دخول غزة. وفي الوقت نفسه، لا يجوز الآن إحداث أي بلبلة فيما يتعلق بضرورة استمرار فرض الحصار، ما دامت حركة "حماس" متمسكة بمواقفها الحالية.

·      أمّا القلق الحقيقي الذي يجب أن تثيره قضية السفن، فإنه كامن في الضعف المتزايد الذي يعتور مكانة إسرائيل السياسية في العالم كله. وأعتقد أن هذا الضعف ناجم أساساً عن عدم وضوح الموقف الإسرائيلي إزاء المسألة الفلسطينية، والذي ليس في إمكان أحد تبريره.