الولايات المتحدة تقترح تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية بمشاركة مراقب أميركي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل وسيلة ممكنة لتجنيبها إجراء تحقيق دولي في الأحداث التي أحاطت بقافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في هذه المرحلة، يميل إلى عدم قبول الاقتراح، لأسباب منها معارضة وزير الدفاع إيهود باراك له. فقد اقترح الأميركيون أن يعلن نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة لتقصي وقائع الاشتباكات مع قافلة السفن، وقبول مشاركة مراقب أميركي فيها.

وفي يومي الاثنين والثلاثاء سافر مستشارا رئيس الحكومة يتساق مولخو وعوزي أراد إلى واشنطن، والتقيا مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس جونز، ومستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس، ودان شابيرو الذي يتولى ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي. وكان بين القضايا الرئيسية التي جرت مناقشتها، طلب الولايات المتحدة من إسرائيل إجراء تحقيق بشأن الأحداث التي أحاطت بتعاملها مع قافلة السفن.

وعرض مسؤول أميركي كبير على المستشارين الإسرائيليين اقتراحاً يمكن أن يؤدي إلى تهدئة المجتمع الدولي ويراعي رغبة إسرائيل في إجراء تحقيقها الخاص من دون مشاركة أجنبية واسعة. ويكمن وراء الاقتراح الأميركي الذي يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة يشارك فيها مندوب أميركي بصفة مراقب، اعتقاد فحواه أن هذا الأمر سيعزز الثقة الدولية في استنتاجات لجنة التحقيق.

وقد عاد مولخو إلى إسرائيل أمس واجتمع برئيس الحكومة لإطلاعه على تفصيلات الاقتراح الأميركي. وتقول مصادر سياسية في إسرائيل إن نتنياهو، في هذه المرحلة، ليس في عجلة من أمره لقبول العرض الأميركي. وقالت مصادر في ديوان رئيس الحكومة إنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن لجنة تحقيق.

ومع ذلك، قال عدد من الوزراء الأعضاء في "طاقم الوزراء السبعة" والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية إن هناك حاجة ملحة إلى إجراء تحقيق من هذا القبيل. وقال أحد الوزراء: "إذا لم نفعل ذلك الآن بمبادرة خاصة من جانبنا، فإن العالم سيفرضه علينا".

وفي حين لا يزال هناك شك في إسرائيل إزاء ضرورة إجراء تحقيق، فإن المجتمع الدولي يتحرك قدماً. فقد قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس، إيفاد لجنة تحقيق دولية إلى المنطقة لتقصي الأحداث التي أحاطت بقافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة.

وهذا القرار مشابه للقرار الذي أنشئت بموجبه لجنة غولدستون، التي تقصت وقائع عملية الرصاص المسبوك في قطاع غزة ونشرت تقريراً اتهم إسرائيل و'حماس' بارتكاب جرائم حرب. ويدعو قرار المجلس إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وتزويد سكانه بالغذاء والوقود والأدوية.