تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.
ترجمته عن الإنكليزية: يولا البطل
ملخص: على الرغم من الضغوط الدولية المتصاعدة، ينبغي أن تواصل إسرائيل ما أعلنته مؤخراً بشأن البناء في القدس وفي محيطها، وعلى الأخص في المنطقة E1، الواقعة بين مدينة القدس ومستوطنة معاليه أدوميم. إن الاستيطان اليهودي المتواصل في هذه المنطقة ضروري لتأمين منفذ آمن لإسرائيل على منطقة غور الأردن الاستراتيجية.
· ينبغي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يتجاهل ردة الفعل الدولية التلقائية للمجتمع الدولي المناهضة للبناء في القدس، وعلى الأخص في المنطقة E1، ذلك بأن مصير الدولة اليهودية يتوقف إلى حد كبير على تمكن الحكومة من اتخاذ إجراءات فورية لتوطين آلاف اليهود في هذه المنطقة التي تربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم.
· وتشكل مستوطنة معاليه أدوميم، التي يقطنها أكثر من 40,000 نسمة، والتي تقع شرقي القدس، مرتكزاً محورياً لإقامة خط دفاع فاعل على امتداد غور الأردن ضد العدوان الآتي من الشرق. ناهيك عن أن بناء ممر مأهول بالمستوطنين اليهود يصل إلى معاليه أدوميم، سيمنع تقسيم القدس وسيضمن الطريق الآمن الوحيد الذي يسمح لإسرائيل بحشد قواتها العسكرية من الساحل وصولاً إلى غور الأردن عند الضرورة. ومما لا شك فيه أن أهمية القدس بالنسبة إلى اليهود ليست مسألة تاريخية ودينية فحسب، بل إن لهذه المدينة أهمية استراتيجية أيضاً لأنها تشرف على الطريق السريع الممتد من ساحل البحر الابيض المتوسط إلى غور الأردن، والذي يسلكه اليهود من دون الاحتكاك بالتجمعات السكانية العربية.
· يزعم الذين يعارضون الوجود اليهودي في المنطقة E1 أنهم قلقون على التواصل الفلسطيني [بين القدس والضفة الغربية]، إلاّ إن هذه حجة مضللة. فالتنقل الحر بين جبال نابلس وجبال القدس والخليل يمكن ترتيبه بسهولة من خلال إنشاء معابر علوية، أو أنفاق (وللمفارقة الساخرة، يقترح الفلسطينيون هذه الترتيبات رداً على القلق الإسرائيلي إزاء المطالبة الفلسطينية بممر بين قطاع غزة والضفة الغربية والذي قد يقسّم إسرائيل إلى قسمين).
· بيد أن المسألة الرئيسية هي وضع مدينة القدس، إذ يخطط الفلسطينيون لجعل المنطقة E1 مأهولة بالعرب في سبيل خلق تواصل ديموغرافي بين جبال نابلس والقدس الشرقية، وبذلك يسهلون تقسيم المدينة، كما أنه من شأن ذلك عزل معاليه أدوميم وتقويض مطالبات إسرائيل المتعلقة بغور الأردن. والسبيل الأوحد لمنع تنفيذ المخططات الفلسطينية هو بتوطين اليهود في المنطقة E1.
· ويزعم كثيرون من جهابذة الجدال أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى غور الأردن كدرع ضد العدوان الآتي من الشرق، ويحاجّون بالقول إن اتفاقية السلام مع الأردن جعلت التهديد الذي يسببه قرب الجبهة الشرقية من المراكز السكانية لإسرائيل وبناها التحتية الاقتصادية، شيئاً من الماضي. لكن هذا منظور قصير المدى تحركه الرغبة في إقناع الجمهور اليهودي بأن غور الأردن غير ضروري عسكرياً، وتغفل هذه الرؤية الطاقة الكامنة والهائلة للثورات في منطقة الشرق الأوسط، والضعف الأميركي الظاهر، والدور السياسي المتعاظم للإسلاميين المتشددين، والضغوط المتزايدة على النظام الهاشمي. من هنا، فإن سيناريو زعزعة الأردن والعربية السعودية ونشوء دولة سورية أكثر جسارة وراديكالية، الأمر الذي يعيد الجبهة الشرقية إلى دائرة التهديد الجدي، ليس بعيد التحقق.
· إن المؤيدين لفكرة تسليم غور الأردن إلى الفلسطينيين يقللون من أهميته الطوبوغرافية، مستندين في ذلك إلى أن التكنولوجيا العسكرية الحديثة باتت تسمح بتوجيه ضربات شديدة الدقة عن بعد، ويبررون ذلك بالقول إن القدرة على شن ضربات دفاعية من الساحل تلغي الحاجة الاستراتيجية إلى غور الأردن كوسيلة دفاعية. بيد أن استراتيجيي النظريات الذين يجسلون وراء مكاتبهم يغفلون تاريخ التكنولوجيا العسكرية، التي شهدت تذبذباً بين سيطرة الوسائل الهجومية والدفاعية على مر القرون. ويمكن القول إن الاعتقاد بأن التكنولوجيا الحديثة -التي تقلل موقتاً من أهمية الطوبوغرافيا- ستبقى متفوقة من دون منازع، هو مغالطة استراتيجية خطرة. كما يمكن القول إن تصميم الحدود المستقرة والتي يمكن الدفاع عنها، في ظل الوضع الراهن لكن المتغير للتكنولوجيا الفائقة التطور وللأوضاع السياسية، ينمّ عن غباء استراتيجي. وعليه، إذا كانت إسرائيل تريد الحفاظ على حدود يمكن الدفاع عنها على طول غور الأردن، ينبغي لها أن تؤمن سلامة الطريق الذي يصل الغور بالساحل، عبر قدس موحدة وعبر [مستوطنة] معاليه أدوميم.
· سيتم وضع نتنياهو على المحك ليبرهن أن كلامه البليغ عن القدس الموحدة، وعن دمج الكتل الاستيطانية - مثل معاليه أدوميم - بإسرائيل، لها مدلولها. كما ينبغي الإفادة من وعد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، بالسماح بدمج الكتل الاستيطانية. ويجب أن نتذكر أيضاً أن الإدارات الأميركية المتعاقبة عارضت المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية منذ سنة 1967 من دون أن يؤثر ذلك في القرارات الإسرائيلية بشأن هذه المسألة. ويمكن الحصول على الموافقة المضمرة الأميركية لربط [مستوطنة] معاليه أدوميم بالقدس إذا أمكن عرض رؤية استراتيجية واضحة مبنية على مبدأ التسوية الإقليمية.
· وفي الوقت الذي يبدو أن الحكمة الاستراتيجية من الاستيطان العشوائي في كل "أرض إسرائيل" لم تعد ملزمة، يمكن اليوم اعتماد سياسة استيطان انتقائية تركز على مناطق الإجماع الإسرائيلي، بما فيها معاليه أدوميم وغور الأردن، من دون اعتراض خارجي يذكر. ويمكن استكمال هذه السياسة عبر إزالة المستوطنات غير الشرعية خارج مناطق الإجماع، وحتى عبر تجميد تدريجي لمخصصات المستوطنات المعزولة. إذ تحظى هذه السياسة بتأييد الأغلبية الواسعة من الإسرائيليين.
· إن للمنطقة E1 أهمية حيوية بالنسبة إلى مستقبل القدس السياسي، وإلى فرص إسرائيل في إقامة خط يمكن الدفاع عنه على طول حدودها الشرقية. فمن الضروري بناء وحدات سكنية لليهود هناك، على أمل أن يرسل نتنياهو الجرافات عاجلاً بغية خلق حقائق حيوية ومن دون رجعة على الأرض.