من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تحيي إسرائيل [غداً الثلاثاء] ذكرى تأسيسها الـ 62 في ظل أجواء سياسية وأمنية ومعنوية لا تنطوي على أي سبب للاحتفال بهذه المناسبة، ذلك بأنها معزولة سياسياً في العالم كله، وموجودة في خضم نزاع مع الدولة العظمى التي تعتبر رعايتها لها وصداقتها معها ضروريتين لمجرد بقائها، فضلاً عن أنها لا تملك أي خطة سياسية باستثناء التمسك بالمناطق [المحتلة]، وهي تخشى أي تحرك، وتتقوقع داخل شعور فحواه أنها تواجه خطراً مصيرياً تفاقم كثيراً خلال الأعوام القليلة الفائتة. وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل فقدت الديناميكية والآمال التي كانت لديها في إبان عقودها الأولى، وعادت تغرق في عقلية الغيتو.
· لقد سبق أن كتبنا مقالاً افتتاحياً عشية الذكرى الفائتة لتأسيس إسرائيل، قلنا فيه ما يلي: "إن الجمود حلّ محل التغيير، وإن الحكومة الجديدة، التي جرى تأليفها قبل فترة قصيرة، لا تحمل بشائر التغيير والأمل، كما أنها ترفع لواء العودة إلى الوراء في المجال السياسي، وإزاء المسألة الفلسطينية، وفيما يتعلق بالمستوطنات وموضوع العلاقة بين الدين والدولة، والمقاربة إزاء عرب إسرائيل، والتعامل العام مع جيراننا والعالم كله. إن الذي يتمسك برؤية إدارة الصراع فقط، لا بُد من أن يجد نفسه يراوح مكانه ويواجه الأزمات بدلاً من أن ينمو ويتجدد".
· إن الأمر المؤكد هو أن هذه المخاوف كلها تحققت خلال عام واحد فقط وبأسرع مما هو متوقع. وعندما تكون الرسالة الوحيدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في هذه المناسبة، هي أننا نعيش الآن وضعاً شبيهاً بالوضع عشية المحرقة النازية، فإن الاستقلال العبري يبدو أشبه بالاستقلال الكاريكاتوري. وما نأمل به هو أن تصحو بعض القوى الشعبية قبل فوات الأوان.