من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، مؤخراً، أن حكومته ستعلن في صيف سنة 2011، إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وقد أثار إعلانه هذا قلقاً في إسرائيل لم يبق مقتصرا على مؤيدي حكومة بنيامين نتنياهو، فضلاً عن أنه حظي بتلميحات إلى احتمال قيام بعض الدول في أوروبا ـ بل ربما الاتحاد الأوروبي كله ـ بالاعتراف بهذا الاستقلال الأحادي الجانب.
· إن مشاعر القلق والمخاوف التي اقترنت بهذا الإعلان تبدو مفهومة، لكن ربما تكون في غير محلها، ذلك بأن أي إنسان لم يكن يوماً أسيراً للشعارات الجوفاء، لا بُد من أن يقرّ بأنه حتى لو استؤنفت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق معدومة كلياً.
· إن سبب ذلك واضح للغاية، وهو وجود فجوات كبيرة حتى بين مواقف الفئات الأكثر اعتدالاً لدى الجانبين فيما يتعلق بالقضايا المركزية، وهي الحدود والقدس واللاجئون. ولذا، فإن ما يتعين علينا فعله هو أن ندرس، بصورة جادة، ما الذي سيحدث في حال إعلان الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة من جانب واحد، وحصولهم على اعتراف دولي واسع نسبياً.
· من المتوقع، أولاً وقبل أي شيء، أن تعلن إسرائيل أن هذه الخطوة الفلسطينية تلغي التسويات والاتفاقيات كلها مع الفلسطينيين، بدءاً بأوسلو وما بعده، وأنها في حلّ من أي التزامات أخذتها على عاتقها، بما في ذلك التزاماتها الاقتصاديـة. ومن الواضح أيضاً أن أي التزامات ناجمة عن سيطرة إسرائيل العسكرية على المناطق [المحتلة] ستكون لاغية هي الأخرى.
· غير أن الاستقلال الفلسطيني الأحادي الجانب لن يغيّر الواقع الميداني [في المناطق المحتلة]، ذلك بأنه لا يستطيع تفكيك المستوطنات، ولا حل مشكلة القدس الشرقية، التي يُفترض أن يعلن الفلسطينيون أنهم يعتبرونها عاصمتهم.
· وبناء على ذلك، فإن ما سينجم عن إعلان الاستقلال الفلسطيني من جانب واحد هو تغيير جوهر النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني من نزاع بين إسرائيليين محتلين وبين فلسطينيين خاضعين للاحتلال إلى نزاع بين دولتين. ولا شك في أن خطوة كهذه من شأنها أن تجعل هذا النزاع "طبيعياً" أكثر، أي أن تجعله نزاعاً بين دولتين، الأمر الذي سيدفع إمكان المفاوضات قدماً، ذلك بأنه من الأسهل إجراء مفاوضات بين دولتين بشأن قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات وتبادل الأراضي والقدس وما شابه ذلك.
· إن ما آمل به هو أن لا يردع هذا السيناريو الفلسطينيين عن تنفيذ خطة فياض، وأن يعملوا على تحرير أنفسهم، وتحريرنا نحن أيضاً، من الاحتلال.