خطاب نتنياهو يوم الأحد المقبل - فرصة لترميم العلاقات مع أوباما
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مُني بالفشل في المهمة الأهم التي انطوت عليها زيارته لواشنطن قبل ثلاثة أسابيع، وهي إقامة علاقات على أساس الثقة مع رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما.

·      إن الإشارات التي تدل على هذا الفشل، واضحة للغاية، فالرسائل السياسية التي تتبادلها إسرائيل والولايات المتحدة تتم عبر الخطابات وعناوين الصحف، لا عبر المشاورات الحميمة الخاصة. كما أن نتنياهو على قناعة بأن أوباما يسعى إلى خوض مواجهة مع إسرائيل، علاوة على أن هذا الأخير، مع [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون، يحثان رئيس الحكومة الإسرائيلية، علناً، على أن يغيّر لونه السياسي، كما فعل رؤساء الحكومة السابقون مناحم بيغن وأريئيل شارون وإيهود أولمرت.

·      إن العلاقات الإشكالية مع أوباما وإدارته هي ضلع واحد من أضلاع فشل مثلث مُني نتنياهو به في الجبهة السياسية. أما الضلع الثاني، فيتعلق بمواقفه السياسية، إذ إنه، خلافاً للموقف الأميركي، يعارض إقامة دولة فلسطينية، وكذلك الانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية. وبينما يبدو [وزير الدفاع] إيهود باراك و [رئيسة كاديما] تسيبي ليفني و [رئيس الحكومة السابقة] إيهود أولمرت على استعداد نظرياً لتحقيق تسوية يتم بموجبها إقامة دولة فلسطينية صغيرة ومجردة من السلاح وخاضعة للمراقبة، مع أنهم يعتقدون أنه لا يمكن التوصل إلى ذلك بسبب الفجوات الكبيرة القائمة بين الطرفين، فإن نتنياهو يعارض "حل الدولتين" بصورة جذرية، ويرى فيه خطراً كبيراً على إسرائيل.

·      من المقرر أن يلقي نتنياهو، الأحد المقبل، "خطاب جامعة بار إيلان". وبحسب التوقعات، فإنه سيقترب فيه من تبني فكرة الدولتين، ومن قبول خطة خريطة الطريق التي تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

·      وفي حال إقدامه على ذلك فسيشرح هذه الانعطافة الدراماتيكية، وسيطرح تحفظات وشروطاً مسبقة تقلل من أهمية الدولة الفلسطينية، وسيؤكد أن الخطر الإيراني أهم كثيراً، وهذا ما يوجب التماشي مع الولايات المتحدة وعدم الوقوف ضدهـا.

·      إن ما يمكن توقعه هو أن الصيغة السياسية، التي سيعرضها نتنياهو، ستكون ضبابية بما فيه الكفاية كي تحافظ على بقاء اليمين في الائتلاف الحكومي، وتستدرّ مديح [وزير الدفاع] إيهود باراك و [الرئيس الإسرائيلي] شمعون بيرس.

·      أمّا الضلع الثالث في مثلث الفشل الذي مُني نتنياهو به، فهو فقدان السيطرة على جدول الأعمال العام. فقد نجح، عند زيارته للبيت الأبيض، في أن يدرج مواجهة المشروع النووي الإيراني في رأس جدول الأعمال، لكن لدى عودته من هناك نجح أوباما ومساعدوه في التركيز على الخلافات القائمة بشأن المستوطنات، وهي خلافات لا تستقطب مؤيدين كثيرين لإسرائيل.

إن الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو الأحد المقبل، هو فرصة أخرى كي يحاول ترميم علاقاته مع أوباما، وملاءمة مواقفه السياسية مع مطالب الإدارة الأميركية. ومن غير الواضح ما إذا كانت ستسنح له فرصة ثالثة.