من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن أوضاعنا الأمنية، عشية الذكرى الـ 63 لاستقلال دولة إسرائيل، معقولة، إلا إننا لم نتقدم ميليمتراً واحداً في طريق الحل السياسي. وعلى ما يبدو، فإن الهدوء الأمني والأوضاع الاقتصادية الجيدة يشجعاننا على البقاء مكتوفي الأيدي وعلى أن لا نحرّك ساكناً.
· ومع ذلك، فإنه لا بُد من ملاحظة أن اللهجة السائدة في العالم كله تجاه إسرائيل هي لهجة إدانة، وأن الحكومة الإسرائيلية ساهمت في ذلك بسبب الخطط والتصريحات المتعلقة بأعمال البناء في القدس.
· في موازاة ذلك، فإننا نتكلم كثيراً عن الخطر الإيراني، لكن عندما سألنا مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، مؤخراً، عمّا يحدث بشأن إيران، تجاهل سؤالنا كلياً وقال: ماذا حدث مع الأجوبة التي نتوقعها منكم؟ قولوا لنا ما الذي ترغبون فيه فعلاً؟ إن [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو يلتزم الصمت ولا يجيب، والحوار بينه وبين [الرئيس الأميركي] باراك أوباما عالق.
· يبدو أن الرئيس أوباما جادّ للغاية في تطلعاته وأسئلته، غير أن نتنياهو يتعامل مع الولايات المتحدة كما لو أنها ستبقى إلى جانبنا دائماً، وأنها ستستعمل حق الفيتو ضد أي قرار مناهض لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي.
· لقد تباهى رئيس الحكومة، مؤخراً، بأن حكومته اتخذت 1500 قرار خلال أول عام من ولايتها، لكن يبقى السؤال المطروح: ما هو عدد القرارات التي تم تنفيذها؟
· لا شك في أن المحصلة العامة للذكرى الـ 62 لاستقلالنا هي محصلة كئيبة للغاية، والتوتر بين أوباما ونتنياهو لا يُحلّ بواسطة التصريحات والخطابات، وإنما بقيام هذا الأخير بتقديم أجوبة عينية وواضحة تكـون أساساً لانطلاق مفاوضات [إسرائيلية ـ فلسطينية] جادة على أساس حل دولتين لشعبين.
· في الوقت نفسه، فإن أصدقاء إسرائيل الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي، وخلافاً للفترات السابقة، ما زالوا مترددين في خوض مواجهة مع الرئيس أوباما تتعلق بالموضوع الإسرائيلي، والرسالة التي وقّعها 327 عضواً من مجلس النواب في هذا الشأن قُدمّت إلى [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون لا إلى الرئيس، ولم تشمل تأييداً لأعمال البناء في القدس، وإنما دعوة إلى إبداء قدر من التفهم إزاء إسرائيل. إن أوباما هو نجم الديمقراطيين، وقد حقق إنجازاً تاريخياً كبيراً [إقرار قانون الضمان الصحي]، فضلاً عن أنه ملزم بتبرير حصوله على جائزة نوبل للسلام.
· في ضوء ذلك، فإن ما يتعين على كل إنسان عاقل فعله في الوقت الحالي هو إسداء نصيحة إلى رئيس الحكومة بأن يستهل الذكرى الـ 63 لاستقلال إسرائيل بالتجاوب مع توصيات أوباما لئلا ينتهي الأمر بفرض تسوية على إسرائيل.