من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يعتبر الانتصار المفاجئ الذي حققه "معسكر 14 آذار"، الموالي للغرب، في الانتخابات النيابية اللبنانية، انتصاراً للبنان العاقل، الذي يسعى للحفاظ على استقلاله والنأي بنفسه عن التأثير الإيراني والسوري.
· ولا شك في أن الإدارة الأميركية ترغب في أن تعتبر هذا الانتصار أول إنجاز لسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية، غير أنه لا يمكن اعتباره السنونوة التي تبشّر بشرق أوسط جديد.
· إن ما حدث، في نهاية الأمر، هو أن المعسكر المعتدل زاد قوته بمقعد واحد، مقارنة بعدد المقاعد التي فاز بها في الانتخابات النيابية السابقة. لكن، في الوقت نفسه، يبقى لبنان دولة مقسمة وممزقة بين طوائف متناحرة ومتأثرة بتدخل عناصر خارجية، كما أن الحكومة المقبلة، برئاسة فؤاد السنيورة، والائتلاف الحكومي المقبل، برئاسة سعد الحريري، سيكونان رهن إرادة حزب الله، ولن يكون في إمكانهما إدارة شؤون الدولة إذا لم يحظيا بموافقته. لذا، فإن [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله هو الحاكم الفعلي. وبناء على ذلك، من غير المتوقع أن يُطرح مطلب تجريد حزب الله من سلاحه قريباً.
· أمّا من ناحية إسرائيل، فإن الانتخابات في لبنان تضعها أمام أوضاع معقدة، إذ سيتعين عليها، في الحدود الشمالية، أن تتعامل مع دولة تحكمها، في واقع الأمر، منظمة "إرهابية"، لكن قيادتها السياسية تحظى بدعم أميركي كامل.
· إن الصراع في لبنان هو صراع بين الأخيار والأشرار من وجهة نظر الولايات المتحدة، وقد أثبتت نتائج الانتخابات النيابية أن الغلبة كانت من نصيب الأخيار. أمّا إسرائيل فترى أن المعسكر اللبناني المعتدل يكون، في أحيان كثيرة، مجرد غطاء للمعسكر الراديكالي.
إن نتائج الانتخابات في لبنان تدل أيضاً على قدرة الاستخبارات المحدودة، إذ إن الاستخبارات الإسرائيلية توقعت، على أعتاب هذه الانتخابات، أن يضاعف حزب الله قوته. ويبدو أن المحللين في الاستخباراتيين ليسوا أفضل حالاً من العاملين في استطلاعات الرأي.