من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس، إن الرئيس أوباما يريد محادثات "فورية" بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التقدم نحو اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط. وذكر ميتشل أن الهدف من هذه المحادثات يجب أن يكون التوصل إلى اتفاق سلام شامل، وإلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها، الأمر الذي يخدم أيضاً المصالح الأمنية للولايات المتحدة. وأضاف في حديث صحافي مع مراسلين إعلاميين خلال مؤتمر الدول المانحة الذي عُقد في أوسلو: "لقد أصدر إليّ الرئيس تعليمات تقضي بأن أبذل قصارى جهدي من أجل إيجاد أوضاع تمكّن الطرفين من بدء حوار في أقرب وقت ممكن".
وذكر ميتشل أن مؤتمر الدول المانحة يهدف إلى تقديم الدعم إلى السلطة الفلسطينية، الأمر الذي سيساعد في تمهيد الطريق أمام حل الدولتين، وقال: "من المهم بناء مؤسسات الحكم في بداية الطريق لكي يصبح في الإمكان إقامة دولة مستقلة في القريب العاجل".
واستخدم مسؤولون أميركيون كبار، بمن فيهم المبعوث جورج ميتشل، خلال محادثات عقدوها مع نظرائهم الإسرائيليين خلال الأسابيع القليلة الفائتة، وسيلة ضغط جديدة على إسرائيل في ضوء معارضتها تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية ("هآرتس"، 8/6/2009). وعلى حد قولهم، فإن البديل من تجميد البناء هو البدء فوراً بمفاوضات بشأن ترسيم حدود الضفة الغربية، كي يصار إلى تحديد المستوطنات التي ستبقى ضمن حدود إسرائيل في إطار الحل الدائم.
وقد طرح الأميركيون هذا الاقتراح عقب ادعاء إسرائيل أنه يجب عدم تجميد البناء في الكتل الاستيطانية لأغراض "النمو الطبيعي"، كما تطالب الإدارة الأميركية، لأن هذه الكتل ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في أي حل نهائي مع الفلسطينيين.
وذكر مسؤولون أميركيون كبار، بمن فيهم ميتشل، أنه في هذه الحالة يمكن الانتقال فوراً إلى مفاوضات مباشرة بشأن قضية الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة. وفي إطار هذه المفاوضات، سيصار إلى ترسيم الحدود على نحو يوضح أي المستوطنات سيبقى ضمن حدود إسرائيل، وأيّها سيكون ضمن حدود الدولة الفلسطينية. وبهذه الطريقة، سيكون هناك مزيد من الوضوح بشأن أين يمكن البناء، وأين لا يمكن ذلك.
وهناك عدم وضوح في إسرائيل إزاء القصد من وراء طرح هذه الأفكار الأميركية، فقد قال مسؤول إسرائيلي شارك في عدد من المحادثات التي طرحت فيها هذه المسألة: "إننا لا نعرف ماذا يقصدون بالضبط". وذكر مسؤول آخر أن الأمر يتعلق بـ "تهديد ووسيلة ضغط كلامية" يهدف الأميركيون من ورائهما إلى أن يوضحوا لإسرائيل رغبة الولايات المتحدة في إيجاد حل للبناء في مستوطنات الضفة في أقرب وقت ممكن.
من جهة أخرى، نفى ميتشل التقرير الذي ورد في وسائل الإعلام إسرائيلية، والذي جاء فيه أنه قال لزعيم يهودي: "إن إسرائيل كذبت علينا طوال أعوام، وأنا أنوي الآن وضع حد لهذا الأمر" ("يديعوت أحرونوت"، 9/6/2009). وفي بيان مكتوب تمت قراءته في سياق الإيجاز اليومي الذي يقدمه الناطق بلسان وزارة الخارجية، قال ميتشل: "إن هذه التهمة كاذبة تماماً".