رسالة مؤتمر الأمن النووي في واشنطن إلى إسرائيل: عدم مهاجمة إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا بُد من إبداء الأسف جرّاء عدم اشتراك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر الأمن النووي الذي أنهى أعماله في واشنطن، ذلك بأن جدول أعمال المؤتمر والمناقشات التي جرت فيه يتماشيان مع اهتمامات إسرائيل في هذا الشأن، فضلاً عن أن المؤتمر لم ينطوِ على أي احتمال لإدراج البرنامج النووي الإسرائيلي في جدول أعماله.

·       إن الهدف الرئيسي الذي سعى له الرئيس الأميركي باراك أوباما من هذا المؤتمر، هو تأكيد خشية الولايات المتحدة من تسرب مواد أو أسلحة نووية إلى يد منظمات "إرهابية"، وهي خشية تُعتبر إسرائيل شريكة فيها، علاوة على أنها تعمل من أجل تحقيق هدف المؤتمر نفسه، كما أوضح الوزير دان مريدور، الذي حلّ محل رئيس الحكومة في رئاسة الوفد الإسرائيلي إلى المؤتمر.

·       بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل تحرص على حراسة منشآتها النووية وعلى ضمان سلامتها، وفقاً لأنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، ويقوم مفتشو هذه الوكالة بزيارة المفاعل النووي في ناحال سوريك، لكن لا يُسمح لهم بزيارة المفاعل النووي في ديمونا.

·       ومع ذلك، فإنه من المشكوك فيه أن تكون هذه الخطوات كافية في المستقبل، في حال ازدياد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب عدم توقيعها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. صحيح أن الرئيس أوباما صدّ أي فكرة تهدف إلى التطرق إلى إسرائيل بصورة غير مباشرة في هذا الشأن تحديداً، إلا إنه لم يخف أمله بأن تنضم دول العالم كلها إلى هذه المعاهدة في المستقبل. ولا شك في أن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى لامبالية إزاء جدول الأعمال الجديد الذي يحاول أوباما صوغه، وفحواه تقليص الأسلحة النووية في العالم واحترام الدول كلها المعاهدات الدولية.

 

·       أمّا الرسالة المهمة التي جرى توجيهها إلى إسرائيل من هذا المؤتمر، فوردت في سياق رد لأوباما على أحد الأسئلة التي طُرحت عليه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام أعمال المؤتمر. فقد أكد أنه يجب بذل أقصى الجهود من أجل إيجاد حلول للنزاعات الإقليمية، ولا سيما في الشرق الأوسط، ذلك بأن هذه النزاعات، وفقاً لما قاله، تهدد الأمن القومي الأميركي، لأن من شأنها جرّ الولايات المتحدة إلى حروب لا ترغب فيها، وستتكبد خلالها ثمناً باهظاً، مادياً وبشرياً. وينطوي هذا الرد على إشارة واضحة للغاية إلى إسرائيل بأن تتجنب مهاجمة إيران، لأن ذلك من شأنه جرّ الولايات المتحدة إلى حرب لا ترغب فيها.