· يجب أن يكون المرء أصمّ أو أعمى أو أحمق كي لا يفهم أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أول من أمس، تؤثر في إسرائيل بصورة مباشرة. فهذه التجربة أثبتت أن الكوريين الشماليين لا يأبهون بردة الفعل الأميركية. وها نحن ما زال كثيرون عندنا يعتقدون أن في الإمكان التمسك بخطة "خريطة الطريق" من دون تفكيك مستوطنات، أو حتى من دون تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية.
· إن ما أقدمت كوريا الشمالية عليه يعتبر بداية رسمية للحرب العالمية الثالثة، التي، إذا ما اندلعت، ستكون بين الدول "المارقة" على غرار كوريا الشمالية وإيران وغيرهما، وبين الدول التي يمكن تسميتها "معتدلة"، والتي تشمل مصر والأردن ودول الخليج والسعودية، أي الدول التي تقف في الوقت الحالي على رأس المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل.
· غير أن المشكلة الحقيقية هي أن الدول "المعتدلة"، وفي مقدمها الولايات المتحدة، لا تبدي أي حماسة لخوض الحرب، وذلك لأن هذه الأخيرة متورطة في عدة حروب، ولأن الرئيس الأميركي الحالي [باراك أوباما] تم انتخابه في إثر تعهده بأن يسحب الجنود الأميركيين من مستنقعي العراق وأفغانستان، وفي إثر وعده بأن نعيش في عالم خال من الأسلحة النووية.
ولا شك في أن هناك صلة مباشرة بين جوهر المعركة التي تخوضها واشنطن ضد الدول "المارقة"، وبين سلوك الحكومة الإسرائيلية. ومَن يدرك هذه الصلة يتعين عليه أن يفهم أن تفكيك ثلاثة بيوت من التنك في البؤرة الاستيطانية غير القانونية "معوز إستير" مؤخراً، لا يمكن أن يرضي الأميركيين مطلقاً.