من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن "خطاب القاهرة"، الذي سيلقيه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما [في 4 حزيران/ يونيو المقبل]، سيعكس تحولاً في السياسة الخارجية الأميركية. وسبب هذا التحول هو تغيّر وجهة الإدارة الأميركية، من السعي لتربية العالم ونشر قيم الحرية والديمقراطية، إلى السعي من أجل الحفاظ على النظام والاستقرار العالميين.
· كما أن اختيار القاهرة لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما من أجل أن يعبر أوباما عن تأييده ودعمه نظام حسني مبارك، وبذا فإنه يدفن عقيدة [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش، وفحواها السعي لجعل الدول العربية ديمقراطية.
· لا شك في أن أوباما سيتكلم عن حقوق الإنسان، لكن كضريبة كلامية فقط تهدف إلى إرضاء مؤيديه الليبراليين، إذ إنه يفضل "سلطة قوية" ومؤيدة لأميركا، كسلطة مبارك، أكثر من تقويض الاستقرار وتحول مصر إلى ديمقراطية إسلامية. وهذا الأمر ينطوي على بشائر سارة للأنظمة في كل من السعودية والأردن والخليج، وحتى في سورية.
· إن الكلمة المفتاح في قاموس أوباما هي "المصالح". وقد سبق أن عرض، خلال خطابه في براغ في بداية نيسان/ أبريل الفائت، والذي تصالح فيه مع الأوروبيين، سلم أولوياته، والذي ظهر من خلاله أن "المصالح المشتركة" تسبق "القيم المشتركة". ففي الجزء العلني من لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في 18 أيار/ مايو الحالي، كرر أوباما كلمة "مصالح" ثلاث عشرة مرة، في حين لم يذكر كلمتي "قيم" أو "حقوق" قط.
· إن المقاربة الواقعية هي المفتاح لفهم جوهر لقاء أوباما ـ نتنياهو. فالرئيس الأميركي حدد، خلال محادثاته مع رئيس الحكومة، سلم أولوياته على النحو التالي: إيران أولاً والفلسطينيون في النهاية، لكن مع وجود رابط واضح بينهما.
· وإن مطالبة أوباما نتنياهو بتجميد المستوطنات ليست ناجمة عن قلقه بشأن الفلسطينيين الذين يجري سلب أراضيهم، أو عن معارضته خرق اتفاقية جنيف الرابعة، وإنما عن دبلوماسية الأخذ والعطاء. فهو يدرك أنه من أجل الحفاظ على مكانة [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس و [رئيس الحكومة الفلسطينية] سلام فياض، يجب منحهما شيئاً ما. وعلى ما يبدو، فإن التنازل الإسرائيلي في موضوع المستوطنات ينطوي على فوائد كثيرة، ويضع نتنياهو في اختبار الولاء السياسي لأوباما.
· لقد سارع نتنياهو إلى التكيف مع هذا العالم الجديد، وأعلن خلال جلسة كتلة الليكود في الكنيست، أول من أمس، أن مواجهة إيران أهم كثيراً من الحفاظ على البؤر الاستيطانية غير القانونية. كما أنه تخلى عن معارضته تعيين [وزير الثقافة في مصر] فاروق حسني أميناً عاماً لمنظمة اليونيسكو، على الرغم من تصريحات الأخير المناهضة لإسرائيل في السابق.
· إن نتنياهو سيكون مطالباً، في حال الاستمرار في هذا الخط السياسي، بأن يتحلى بالقوة الهائلة والدهاء السياسي، اللذين ميزا [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون في أثناء خوض المواجهة مع "شركائه الطبيعيين" من اليمين [بسبب خطة الانفصال عن غزة في سنة 2005].