طاقم خبراء إسرائيلي يؤكد صدقية رواية نصر الله بشأن عملية أنصارية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يتبيّن من معاينة دقيقة أجراها خبراء في إسرائيل أن الصور التي التقطتها طائرة إسرائيلية من دون طيار، والتي عرضها [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله في آب/ أغسطس الفائت باعتبارها صور العملية التي كانت وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية تنوي القيام بها في بلدة أنصارية في الجنوب اللبناني سنة 1997 هي صور حقيقية.

·       وكان نصر الله، في سياق خطاب ألقاه في بيروت في 9 آب/ أغسطس الفائت، عرض على الملأ صوراً ادعى أن طائرة إسرائيلية من دون طيار قامت بالتقاطها قبل وقوع عملية أنصارية التي قُتل فيها 11 مقاتلاً من أفراد وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية بفترة وجيزة، وأكد أن حزب الله التقط هذه الصور قبل تنفيذ العملية وأتاحت له إمكان نصب كمين لأفراد تلك الوحدة والقضاء عليهم.

·       وقد أكد طاقم من الخبراء الإسرائيليين قام بتحليل ملامح المنطقة الجغرافية التي ظهرت في الصور التي عرضها حزب الله ومقارنتها بالصور الأصلية التي التقطتها الطائرة الإسرائيلية من دون طيار قبل تلك العملية أن نصر الله يقول الحقيقة، وأن تلك الصور الأصلية وصلت فعلاً إلى الحزب في ذلك الوقت. ويعني هذا أن العملية التي قام بها الحزب ضد وحدة الكوماندوس البحرية حدثت في إثر تسرّب معلومات عسكرية إليه تعتبر سرية للغاية، وذلك خلافًا لما ورد في استنتاجات اللجنة التي ترأسها اللواء (احتياط) غابي أوفير والتي قامت في حينه بتقصي وقائع تلك العملية، واستنتجت أن الكمين الذي نصبه حزب الله كان عرضيًا وجزءًا من الكمائن التي يقوم، عادة، بنصبها في أنحاء متعددة من الجنوب اللبناني.

·       وعلى ما يبدو، فإن عمليات البثّ، التي كانت تصدر عن طائرات إسرائيلية من دون طيار كانت تحلق في ذلك الوقت في الأجواء اللبنانية، لم تكن مشفرة، وبالتالي، فإن ما يمكن افتراضه هو أن حادث التقاط البث المتعلق بعملية أنصارية لم يكن الحادث الوحيد الذي جرى خلاله تسرّب معلومات سرية تتعلق بعمليات الجيش الإسرائيلي إلى حزب الله.

·       وثمة استنتاج آخر يمكن التوصل إليه فحواه أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تكن في ذلك الوقت تملك معلومات صحيحة عن القدرات التكنولوجية التي كانت موجودة لدى حزب الله، فضلاً عن أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تكن تدرك مدى ضلوع إيران في نشاطات الحزب. ويتبين الآن أن الوسائل التكنولوجية التي جلبها الإيرانيون في أواسط تسعينيات القرن الفائت أتاحت للحزب الله ليس إمكان التقاط عمليات البث الصادرة عن طائرات إسرائيلية من دون طيار فحسب، بل أيضًا إمكان تحليلها من ناحية استخباراتية بصورة سمحت له بأن يعد العدة لمواجهة عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة أنصارية الساحلية.

وقد أكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) أنه في إثر قيام نصر الله بعرض الصور المتعلقة بعملية أنصارية، عُيّن طاقم خاص لتقصي وقائع تلك العملية مرة أخرى. وأضاف "أن هذا الطاقم سيرفع تقريره النهائي في هذا الشأن إلى رئيس هيئة الأركان العامة [الجنرال غابي أشكنازي]، وفي حال موافقة هذا الأخير عليه فإنه سيسلم إلى عائلات الجنود القتلى أولاً، ومن ثم إلى وسائل الإعلام".