نتنياهو ربما يمدد تجميد الاستيطان، كهدية للرئيس أوباما
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       توقّع بن كسبيت [في مقالة كتبها في "معاريف" أمس*] أن يعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجميداً جديداً للاستيطان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنْ لديّ شخصياً توقّع آخر مقلق، وهو أن هذا الأمر سيحدث قبل انتخابات الكونغرس الأميركية التي ستعقد في 2 تشرين الثاني / نوفمبر ـ أي في غضون الأسبوع المقبل ـ لأن الغاية هي إعطاء أوباما دفعة إلى الأمام [عشية الانتخابات]. يريد نتنياهو من رئيس الولايات المتحدة أن يتذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان لطيفاً معه وقدّر موقفه ووضعه في استطلاعات الرأي العام في أميركا، التي تتوقع له الهزيمة.

·       لكن حتى لو حدث ذلك، فإن أوباما لن يتذكر لنتنياهو أي معروف عندما تقع الأزمة المقبلة بينه وبين الفلسطينيين، ذلك بأن أوباما عقد عزمه على تحقيق هدف وحيد هو إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. أما كل ما تبقى فهو في نظره وفي نظر تابعه جورج ميتشل تفصيلات تافهة، بما في ذلك الـ 350 ألف مستوطن الذين يريد أوباما طرد أكبر عدد ممكن منهم من أراضيهم والسماح للمتبقين منهم بالبقاء تحت سلطة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يعني منفى جديداً، وهذه المرة داخل أرض إسرائيل.

·       إذا فعل نتنياهو ذلك ـ والدلائل كلها تشير إلى أنه سيفعل ـ فإنه لن يخون فقط ناخبيه الأوفياء لأرض إسرائيل، تماماً مثلما فعل مناحم بيغن وأريئيل شارون، ولن يخون فقط وعده الصريح الذي أعطاه للشعب وتعهد فيه بعدم تجميد الاستيطان مرة أخرى، بل سيعجّل نهاية ولايته كرئيس للحكومة أيضاً. فمن دون أحزاب "إسرائيـل بيتنـا"، وشاس، والبيت اليهودي، لـن يكـون لديـه حكومــة. ولو كنتُ مكانه لما اعتمدتُ على [زعيمة المعارضة] تسيبي ليفني التي لا تزال تطالب برئاسة الحكومة، بالتناوب على الأقل.

·       وفيما يتعدى ذلك، فإن كلام نتنياهو الليّن عن التجميد، وربطه بين اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل "دولة للشعب اليهودي" وبين وقف البناء، إنما يدلان على أن نتنياهو ما عاد ذلك الرجل الذي يمكن الاعتماد عليه في هذه الأمور. فحين يكون الثمن هو أرض إسرائيل، فإن اعتراف الفلسطينين لا قيمة له البتة، وماذا يهمنا سواء اعترفوا بنا أم لم يعترفوا؟

·       إن التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان في خطة خريطة الطريق كان مرهوناً بوقف "الإرهاب" الفلسطيني، وينسحب ذلك على قطاع غزة. وحقيقة أن الشق الغزّي من الفلسطينيين يمارس الإرهاب تعفي إسرائيل من أي التزام بموجب خطة خريطة الطريق. فلتهدِّئوا غزة أولاً.

على إسرائيل أن تقول للعالم أيضاً إن مفهوم "التواصل الجغرافي" هو مجرد هراء. فمثلما أنه لا يوجد في إسرائيل، المرقّطة ببلدات عربية، تواصل جغرافي يهودي، ليس من الضروري أن يكون هناك في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، المرقّطة بمستوطنات إسرائيلية، تواصل جغرافي عربي.