تفاقم التوتر بين إسرائيل وسورية بسبب تهريب أسلحة متطورة إلى حزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       نشرت صحيفة "الرأي العام" الكويتية، في نهاية الأسبوع الفائت، نقلاً عن مراسلها في واشنطن، أن الإدارة الأميركية أرجأت "حتى إشعار آخر" إرسال سفير أميركي جديد إلى دمشق. فمنذ سنة 2005، لا يوجد سفير للولايات المتحدة في سورية، وكان من المفترض أن يوافق مجلس النواب الأميركي اليوم على تعيين روبرت فورد لهذا المنصب.

·       ووفقاً لما نشر في الصحيفة الكويتية، فإن القرار الأميركي هذا جاء عقب قيام شاحنات بنقل وسائل قتالية متطورة من سورية إلى حزب الله في لبنان. ومع أن الصحيفة لا تقدّم أي تفصيلات تتعلق بنوع الوسائل القتالية، إلا إنها تؤكد أن نقلها أثار توتراً حاداً وقلقاً كبيراً لدى الجانب الإسرائيلي.

·       من ناحية أخرى، فإن الصحيفة تشير إلى أن رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي، السيناتور جون كيري، قام خلال زيارته لسورية في مطلع الشهر الحالي بتمرير رسالة حادة اللهجة من الإدارة الأميركية إلى القيادة السورية، كما أنه طلب إيضاحات تتعلق بما يحدث بين سورية وحزب الله، وأعرب عن تحفظه على استمرار الدعم السوري للحزب. وأكدت المصادر الأميركية للصحيفة الكويتية أن أنواع الأسلحة التي تم نقلها إلى حزب الله، يمكن أن تشعل حرباً بينه وبين إسرائيل، لكن من دون تقديم أي تفصيلات تتعلق بهذه الأسلحة.

·       في واقع الأمر، فإن التوتر في مثلث إسرائيل ـ سورية ـ لبنان تفاقم مجدداً في أواخر كانون الثاني/ يناير الفائت، حين تبادلت إسرائيل وسورية رسائل تهديد، وقد تحدث مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بقلق كبير عن مسألة تعاظم تسلح حزب الله بمساعدة كل من سورية وإيران. وفي ذروة هذا التوتر أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية واسعة النطاق لقواته القتالية كانت مخططة مسبقاً. غير أن إسرائيل حرصت، في موازاة هذه التدريبات، على أن توضح لنظام الرئيس بشار الأسد أنها غير معنية بشن هجوم، بل إنها امتنعت من تجنيد قوات الاحتياط للمشاركة في هذه التدريبات كي لا تزيد من حدّة التوتر الإقليمي. وعلى ما يبدو، فإن ذلك أدى إلى تهدئة الوضع.

·       ومع هذا، فإن المشكلة في منطقة الحدود الشمالية تبقى كامنة في استمرار حزب الله في التخطيط للانتقام من إسرائيل بسبب اغتيال [مسؤوله العسكري] عماد مغنية في دمشق قبل عامين، وأيضاً في استمرار تزوّد الحزب بأسلحة متطورة إيرانية وسورية. وسبق أن أعربت إسرائيل عن قلقها البالغ إزاء احتمال حصول حزب الله على صواريخ مضادة للطائرات من شأنها أن تعرقل طلعات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان، فضلاً عن انزعاجها الكبير من منظومة الصواريخ وقذائف الهاون الموجودة في حيازته. ووفقاً للتقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية كلها، فإن حزب الله يملك في الوقت الحالي عشرات ألوف الصواريخ التي في إمكانها ضرب أي هدف في الأراضي الإسرائيلية كلها.

 

·       ولا شك في أن المعضلة الكبرى التي تواجهها إسرائيل إزاء هذا كله، تتعلق بنوع الرد على عمليات تهريب الأسلحة [من سورية]، ذلك بأن حكومة بنيامين نتنياهو ستجد صعوبات كبيرة في تبرير عملية عسكرية تهدف إلى وقف تعاظم تسلح العدو، وخصوصاً إذا كان من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب ثالثة ضد لبنان.