حان الوقت لاتباع سياسة أميركية جديدة في الشرق الأوسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا شك في أن شخصية الرئيس الأميركي، الذي سينتخب اليوم، وكذلك سياسته، تنطويان على أهمية خاصة، بالنسبة إلى إسرائيل. فالحديث يدور على أهم حليف لإسرائيل في العالم، وعلى تقاليد عريقة بين الدولتين تقوم على أساس التأييد وتقديم المساعدة والتشارك في القيم والسياسة. علاوة على ذلك، فإن استمرار تمسك الولايات المتحدة بهذه التقاليد السياسية يعتبر أكبر ضمانة حيوية لوجود إسرائيل. إن الولايات المتحدة تملك مفتاح حل النزاع الإسرائيلي ـ العربي، وفي إمكانها هي فقط أن تكون الدرع الواقي في مواجهة التهديدات الاستراتيجية على إسرائيل.

·       غير أن هذا التحالف وتبعية إسرائيل للسياسة الأميركية يفرضان قيوداً على حرية نشاطها السياسي والعسكري. ولعل المثال الأبرز على ذلك هو أن الإدارة الأميركية الحالية لا تبدي حماسة تجاه المفاوضات غير المباشرة التي تجريها إسرائيل مع سورية، كما أنها تتلكّأ في كل ما يتعلق بدفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدماً. في الوقت نفسه، فإن الحربين في العراق وأفغانستان أدتا إلى فقدان الولايات المتحدة مكانة الوسيط العادل في المنطقة.

·       إن إسرائيل التي تعلن أنها تبحث عن شريك في الجانب العربي، ملزمة بدراسة شخصية الشريك الأميركي الجديد، إذ إنها، من دونه، ستواجه صعوبة في إيجاد الشريك العربي المستعد لإجراء مفاوضات جادة معها.

·       لقد حرص المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك أوباما وجون ماكين، على تأكيد التزامهما أمن إسرائيل. وفي إمكاننا أن نقدر أنهما لن يحيدا عن مسار التحالف بين الدولتين. مع ذلك فإن حصيلة الأعوام الثمانية، التي كان رئيس الولايات المتحدة خلالها جمهورياً محافظاً، تطرح السؤال: ألم يحن الوقت لإتباع سياسة أميركية جديدة في الشرق الأوسط؟ سياسة جديدة تمنح الدبلوماسية دوراً مركزياً، وتؤيد البدء بمفاوضات جادة مع إيران، وتقدم المساعدة للمفاوضات الإسرائيلية ـ السورية، وتؤيد بصورة عملية مبادرة السلام العربية وإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

·       إن هذه السياسة الجديدة بحاجة إلى زعيم جديد لا يكون ملتزماً بالقيود التي صاغها سلفه، ويكون على استعداد للاستماع إلى أفكار جديدة. إن هذا الزعيم الجديد هو الذي يتعين على إسرائيل أن تأمل بفوزه.