عاد مبعوثا رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما من دمشق في نهاية الأسبوع بانطباع فحواه أن سورية لا تزال غير مستعدة للتراجع عن دعمها للإرهاب. وعلى حد قول المبعوثين، فإن الرئيس السوري بشار الأسد رفض، في الوقت الحاضر، يد رئيس الولايات المتحدة الممدودة للسلام.
وخلال الأيام القليلة الفائتة تلقت جهات سياسية في القدس رسائل غير رسمية من الأميركيين فحواها أن دمشق ليست مستعدة الآن لقطع علاقاتها مع طهران، أو فرض قيود على المنظمات الإرهابية كحزب الله و "حماس" والجهاد الإسلامي.
بالإضافة إلى ذلك، علمت جهات إسرائيلية أن سورية توثق علاقاتها بدول مؤيدة للإرهاب وبمنظمات إرهابية. ويعني هذا الأمر بالنسبة إلى إسرائيل، علاوة على الانعكاسات الأمنية الفورية الناجمة عن الاستنتاج الأميركي، أن سورية ليست مستعدة لإجراء مفاوضات سلمية حقيقية مع إسرائيل.
وعقب تقرير المبعوثين وقّع الرئيس أوباما أمر تمديد العقوبات المفروضة على سورية. وفي وقت لاحق بعث الرئيس الأميركي برسالة إلى الكونغرس شرح فيها قراره، واتهم القيادة السورية بـ "دعم المنظمات الإرهابية، والسعي لامتلاك أسلحة إبادة جماعية ومنظومات صواريخ"، وبأنها تحاول الإضرار بجهود الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الرامية إلى تحقيق الاستقرار في العراق.
وفي إسرائيل، أعرب مصدر مقرب من رئيس الحكومة عن ارتياحه مما وصفه بـ "تبدد الضباب عن النيات السورية"، وقال: "إن الأسد ليس مستعداً لفتح بلده على الغرب... إنه يجري اتصالات مع الدول الغربية فقط كي يخرج من العزلة ويرفع العقوبات المفروضة عليه". وقال مصدر أمني آخر إن سورية لم تتوقف عن لعب دور الساحة الخلفية لمحور الشر، بل إنها تعمل من أجل تعزيز قوة حزب الله في لبنان.