التقى رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أمس (الاثنين) العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في قصره في عمّان. وكان من المقرر أن يكون اللقاء سرياً، غير أن الأردنيين أصدروا بياناً صحافياً بشأنه قبل أن تهبط الطائرة التي أقلت بيرس في إسرائيل.
ومما جاء في هذا البيان أن العاهل الأردني ورئيس الدولة الإسرائيلية تباحثا في شتى الطرق الكفيلة باستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتذليل العقبات التي تعترض طريق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الملك عبد الله الثاني حمّل بيرس رسالة خاصة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد فيها أنه على استعداد لعقد لقاء معه فقط في حال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، كما دعاه إلى اتخاذ خطوات بانية للثقة تجاه [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس.
من جانبه، أكد بيرس أن التوصل إلى حل الدولتين ممكن فقط من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لا من خلال التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة. كذلك حاول بيرس إقناع المسؤولين في الأردن بتوقيع موافقة خطية على هدم جسر باب المغاربة الذي يربط بين حائط المبكى [حائط البراق] وجبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في القدس الشرقية وإنشاء جسر آخر بدلاً منه. وكان رئيس الحكومة نتنياهو قرر قبل عدة أيام أن يرجئ هدم هذا الجسر إلى الأسبوع المقبل في إثر تلقيه تحذيرات من مصر والأردن فحواها أن الإقدام على خطوة كهذه سيشعل الشارع في كل من البلدين.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن لقاء بيرس هذا يهدف إلى تهدئة العاهل الأردني وإقناعه بأن إسرائيل تسعى للسلام وترغب فيه.
وقال موظف رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة إن الاتصالات مع المملكة الأردنية تجري طوال الوقت، وذلك كونها دولة مهمة وركناً أساسياً في استقرار المنطقة. وأعاد إلى الأذهان أن نتنياهو أكد في الكنيست الأسبوع الفائت أن إسرائيل ستواصل العمل على تعزيز السلام مع الأردن وتكريسه، ذلك بأن لديها مصلحة واضحة في أن تبقى جارتها الشرقية - المملكة الهاشمية - قوية ومستقرة.