· إن الفحوى الحقيقي للتصريح، الذي أدلى به مدير موظفي البيت الأبيض، رام عمانوئيل، خلال اللقاء المغلق الذي عقد هذا الأسبوع مع كبار المتبرعين لمنظمة "إيباك"، هو ما يلي: في حال حدوث تقدم في عملية السلام فسيكون من الأسهل على الولايات المتحدة أن تجند الدول العربية ضد إيران. وهذا يعني أن الإدارة الأميركية الحالية بحاجة إلى أن تتعاون إسرائيل معها في هذا المجال.
· من المعروف أن عمانوئيل غير ضليع في الشؤون السياسية الخارجية، لكنه من أصل يهودي. كما أن ديفيد إكسلرود، وهو مستشار سياسي رفيع المستوى للرئيس الأميركي باراك أوباما، هو من أصل يهودي. وقد دُعي كلاهما إلى الاشتراك في اللقاء الذي عقد في واشنطن، هذا الأسبوع، بين أوباما والرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس. كما اشترك في اللقاء مستشار الأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، ومساعده لشؤون الشرق الأوسط، دانيئيل شابيرو. وهذا الأخير هو من أصل يهودي أيضاً. ولا شك في أن اشتراك هؤلاء، على وجه التحديد، ينطوي على هدف معين هو نقل رسالة واضحة إلى إسرائيل فحواها أن أوباما يحظى بدعم اليهود المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة.
· لكن علاوة على ذلك يمكن القول إن أوباما يتمسك برؤية الدولتين لشعبين نظراً لعدم وجود خطة سياسية أخرى مدرجة في جدول الأعمال. أمّا تمسكه بمطلب تجميد الاستيطان فإنه عائد إلى كون هذا المطلب تقليدياً في السياسة الخارجية الأميركية.
· إن الانطباع السائد في إسرائيل، قبيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن [في 18 أيار/ مايو الحالي]، هو أن الإدارة الأميركية منهمكة جداً في عملية إحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية. وهو انطباع بعيد عن الواقع، إذ إن الرئيس أوباما منهمك أولاً وقبل أي شيء في الأزمة الاقتصادية وثانياً في الأحداث الأخيرة في باكستان، وبعد ذلك تأتي إيران.